فهم الطبيعة البشرية
فهم الطبيعة البشرية
التغلغل داخل داخل المشاعر الإنسانية، وقراءتها ومعرفة المزيد عن ذلك العالم الغامض ، تشد انتباه القارئ لمتابعة تفاصيل تلك الحياة .
الأديب بما يمتلكه من روح شفافة ، تمكنه من الغوص داخل أعماق ذلك العالم، وفهم معاني النفس البشرية واستنطاقها، لمعرفة آمالها وطموحاتها وأحلامها.
خلف الكلمات
خلف الكلمات جدار من العزلة والصمت، يفصل بين وعي القارئ وادراك متطلبات الإبداع.
وعي القارئ القادر على اختراق أعتى الأبواب وأقساها في مواجهة صمت الكلمات الذي ترفض البوح به.
تختنق الأنفاس المحتبسة داخل جدران الوعي، ليصب الإدراك ينابيعه داخلها.
مدركاً كَمه الثقافي وبعده الأخلاقي في الوقوف بجانب قضايا النص، واكتساب فضائله.
قد ينتفض الإدراك من مسببات وجوده، ويتنصل من دوره الأخلاقي ، مسبباً كارثة للنص، بدخول مناطق الحظر والممنوع داخل جدران الوعي السميكة.
فتنفصل العلاقة مابين الوعي واللاوعي محدثة دوي انفجار هائل من المشاعر المتناثرة داخل النص.
العلاقة بين الوعي واللاوعي تتحدد وفق أنظمة العقل الايديولوجية والأخلاقية والمهنية.
تدعم وتفعّل دور الإنسان الطبيعي داخل الحياة السوية.
عندما الإدراك دوره الطبيعي في ايجاد التوازن داخل الوعي تنطلق قوى اللاشعور وتتحرر من أسرها داخل أفاق الذات الإنسانية.
تتخلص من عبودية الوعي والإدراك التي عليها من خلال الرقابة الذاتية.
وبذلك تتخلص من الرقابة الثقافية والأخلاقية المفروضة عليها ، لتنطلق معربداً في سماء الإبداع، بعد أن كانت محجوزة خلف الأبواب.
وعندما انحلت عقد هذه الرقابة ، انفلتت من عقالها، وانطلقت تفجر كوامنها داخل النص.
الإدراك يتحمل مسؤلية انفلات المشاعر ، بهروبه إلى دواعي اللاشعور والعبث بمحتوياته.
محركاً كم من العلاقات الاسوية التي تسللت منها النصوص، نتيجة فقدان الرقابة من قبل ذات القاص أو الكاتب بأن جعل نصه مسرحاً للعبث.
من فوائد القراءة
من فوائد القراءة
انطلاق الإنسان من حيز محدود هو الذات ، إلى أفق الحياة الرحب الواسع.
يخرج الأنا من النظرة الضيقة إلى نظرة أكثر شمولية واتساع
أمام النص
هل نقرأ النص أم نقرأ أنفسنا وذواتنا من خلال النص؟
لذلك الإنفجار وقع عظيم ، ودوي هائل داخل ذواتنا ، عندما حركها لتشعل الفراغ، وتدخل في نزاع مع الأفكار والمعاني.
تصف حالات شعورية تمر من خلال النص، تألقت معها الذات، ورغبت في التعبير عن مشاعر عاشتها مع ذات النص وخرجت بها.
عندما نمر فوق السياق لانعبر بحر مياهه راكدة، بل من خلال لوح يتأرجح بنا فوق المياه الهادرة، ولاندري إين يمضي بنا؟
قد تكون تلك المشاعر بمثابة وعي وادراك فجرتها النصوص، لنمضي في التعبير عن مكنونات نفسية وشعوريه فاجأها النص، وأرغمها على البحث في تفاصيل الأشياء ومعاني الوجود.
كتب تقرأها بإحساسك وشعورك، وكتب تقرأها بعقلك ووعيك، وكتب بحدسك، وكتب تترك لها المجال لتقرأها كيفما شاءت، تترك نفسك على سجيتها أمامها ،تتأمل معالمها تتساقط حباتها وثمارها على روحك تمدك بنوع من الشعور لم تعيشه من قبل .
لاحد فاصل بينك وبين هذا النوع من القراءات ، فمن النادرايجاده و الحصول عليه .
لكن فطنة وذكاء القارئ تجعله لايندفع بسهولة نحو أي اتجاه في القراءة، لكن يتخذ خطوات وئيدة لزرع شعور ما داخل ذاته يريد الوصول إليه.
شذرات
حتمية السؤال واردة داخل القصيدة، لما على الشاعر أن يشف ذاته؟
..
للشعور معاني خاصة به ، تختلف عن معانيها في المعجم
..
قراءات الكتّاب والشعراء هو ماتقرأه داخل نصوصهم.
..
نتماسك أمام النصوص ، لنحمي انهيارنا أمام العالم.
..
نحاول البحث عن مصائد للنزق لتفريغ آخر شحنة من الفوضى.
لا وقت محدد للزمن
لاوقت محدد للزمن
يخطئ من يظن أنه يقيّد الزمن ويوقف لحظاته، بدقائق وساعات.
الزمن لايحده حد، ولايقف في طريقه أحد، مستمر بلا انقطاع ، ممتد بلا جذور.
يسري داخل الأعماق بلا توقف، ويتمدد داخل أقبية الكون بلا نهاية.
الحد والفاصل ليس من شأنه، ومن يدخل معه في لعبة سيجد نفسه خارج مجال الكون ، وحدود الطبيعة، وقوانين الحياة.
العالم ليس معنِي بقضايانا ، وأفكارنا ، وانكساراتنا بقدر اهتمامه بمشاعر موحدة يشترك فيها البشر.
فالمشاعر الإنسانية لاتعد ملك الكاتب والمفكر ، فالمجتمع شريك له ، والناس يتقاسمون جزء من الاحساس.
والمشاعر تسّير وجودنا وتحدد مصيرنا.
المشاعر والأحاسيس توحد العلاقة بين العالم ، وتوثق صلتنا بالأشياء.
وتقوي مفاهيم المواقف والأحداث ، فهي منحة ربانية ورسائل ذاتية تقرّب وجهات النظر.
تشارلز سميك
ثمة شئ ترضح تحته النصوص، يقطّر من بين البديهة لكننا نعجز عن التقاطه.
ربما مضى ولم نشعر به.
أمر عجيب أن تظل ساكن في مواجهة نص متحرك، وربما متعجرف.
لغة الشاعر غير واضحة، ألف الحبل حول أصبعي لاأمسح أرضية المكان الرطبة، التي تتخللها النصوص.
من يعيد ترتيب الفهم داخل أقبية الذهن؟
هل النص، أم أن فهمك يحتاج لفهم؟
هذه نصوص الشاعر تشالز سميك
عصية على الفهم، تحتاج أكثر من خيال.
تبدو كخيول شقت طريقها وسط مخليتك لاتجد مأوى لها.
بل تنثر مابقي من ركائز ذهنية تعتمد عليها ذاكرتك.
النصوص منغلقة على ذاتها،تحتاج إلى أكثر من سباحة لتعلم كيف تخوض لججها.
تحتاج إلى إبر صينية تفتح مسام داخل ذهنك، لتتسرب منه بقايا حكايات قديمة.
عتقتها ذاكرتك في أواني نحاسية أو زجاجية ، الشفيف منها سيظهر والغامض سيحتفظ بسره.
نثرات
🔸كل كتاب تقرأه يقدم لك فكرة عن ذاتك لاتستطيع الوصول إليها بمفردك.
🔸القراءة تساعدك على فهم المعاني المخبوءة تحت طيات روحك.
🔹نعجز عن الوصول إلى معنى ، ويظل حبيس الذاكرة حتى تعثر على كتاب ، ينتشل هذا المعنى من ذاكرتك.
🔹الكتابة تساعد النفس على اكتشاف معاني الحياة، لا اكتشاف الحياة ذاتها.
🔹تعلق روحك بكتاب في مرحلة عمرية ، لتكتشف لاحقاً أنه لايساوي الجهد المبذول في قراءته.
🔹تجد نفسك داخل نص كتبه غيرك.
🔹القراءة تقارب مع النص في وحدة شعورية متكاملة.
🔹المعنى المرسوم داخل النص قد يفقد بوصلته داخل وعيك، ويظل طريقه ويغرق وسط أمواج الكلمات.
🔹يحاول النص أثارة زوابع حول أماكن الغرق ليصطاد القارئ.
🔹النص يحّرض اللغة النقدية على تأليف موسيقاه.
🔹النص لايطرق أبواب الحياة، بل معانيها والنفس ترغب في معرفة المزيد حول هذا المعنى.
🔹الكتّاب ينصبون فخاخ لااصطيادنا داخل النص فكن حذراً.
🔹تتكئ بواطن الشعور على خليط عجيب من الكلمات، تتراءى من خلفه النصوص ، وتنسج على منواله الكثير من الحكايا والأقاصيص.
الموج الغاضب
تتدفق أنهار الحياة
فيسيل الموج الغاضب
يجرب حظ الحياة
خارج إطار اللوحة
تمتد أصابع التشكيل
تعيد تلوين الزمن
تصرخ الجدران
مكتزة الألوان
تسقط قطرة تتلوها آخرى
فتمتلأ من أرضية المكان
من الصخب
عندما تجد نفسك داخل مأزق
عندما تجد نفسك داخل مأزق أو مشكلة مالذي ينبغي عليك فعله؟
• تذكر أن التركيز لابد أن يتجه فوراً إلى الحل لا إلى المشكلة.
• ضع خطة طوارئ، أو خطة بديلة .
• اتبع حدسك وثق به.
• لاتقارن بين مشكلة وقعت الآن ، وآخرى حدثت في السابق، فالظروف تغيرت ، والأحوال تبدلت.
• ابعد نفسك عن مواضع التهويل ، فالمشكلة مهما تضخمت ، كلما ابتعدت عنها انمحلت وصغرت.
• التركيز على المشكلة هو بداية المشكلة أو المشاكل.
• خذ وقتك تماماً في علاج المشكلة.
• لاتستعجل في أىّ قرار أوفكرة، بل تريث حتى تهدأ الأمور" في العجلة الندامة".
• تذكر بأن نهاية وحل المشكلة بيدك، أنت تقرر متى ستنتهي، ضع حداً للنهاية.
أعان الله كل من وجد نفسه داخل مأزق أو موقف من مواقف الحياة.
تأطير الإبداع
يوضع الإبداع في مأزق ، عندما نحاول تأطيره بتوجيه أسئلة نمطية تحاول عرقلته ،وضعه داخل إطار لرسم حدوده.
هناك خطوط لاينبغي تجاوزها، وحد فاصل بين الإبداع والانفلات.
ومحاولة استشفاف المبدع من خلال ابداعه، لاتكون بنمذجة هذا الإبداع - بمعنى - لاتحدد قوانين مسبقة تضع بداخلها المبدع وعمله ، ونقيسه على ذلك
سبر أعماق العمل الأدبي لايخلو من قضية نجري ورائها، أو فكرة نحاول اصطيادها.
أسلوب نحاكيه ، أو لغة مدهشة تثير الإعجاب.
يتم ذلك ونحن تحت سيطرة مشاعر ورغبات القاص.
فهو من يطعّم العمل الأدبي بتلك الجماليات، ويخرج مكنونات نفسه، ومدخر ات حصيلته الثقافية، والمعرفية أمام الملأ.
بجانب قضيته التي تؤرقه ، وحسه الذي يحاول من خلاله امتاع القارئ.
الدراسات والعلوم الحديثة مكنت اللغة من ابراز طاقاتها التعبيريه والدلاليه على نحو أوسع.
وفتحت الباب أمامها لإستمطار قنواتها التواصليه مع النفس والروح.
لم تعجز اللغة عن مرافقة الشعور. وتعبئة الإحساس بمعاني جديدة تتوالد مع مواكبات العصر والأحداث.
اللغة سباقة في ملأ فراغات النص التي يتركها خلفه في تلاقيه، وتجاذبه مع المتلقي.
معايشة الناص للنص وتفاعله معه، يتخطى حدود الزمان والمكان يصل بأفق الكتابة إلى أجيال متعددة ، وأزمنة متعاقبة.
يظل النص حي وحركي لايموت بموت كاتبه، فمهمته البقاء والمحافظة على وجوده بعد أن خرج من ذاتية الكاتب ، استقل بذاته وامتلك الكثير من العلائق والوشائج التي يرتبط بها مع المتلقي ليبقى عالقاً في وجدان الأجيال.
،،،
فالادراك لايميز بمفرده فرادة اللحظة ، وقوة سطوتها داخل الكلمة.
بمحض ارادتها الكلمة تسلب اتجاهنا وتصوراتنا، لتغير مكامن في نظرتنا وسلوكنا.
نتغير تبعاً للتغيرات التي تطرأ على أفكارنا بالتجاذب مع أفكار الآخرين.
،،،،،
المعنى الباطن للنص لايفقهه إلا خبير باللغة، متمرس بمعانيها.
على قدر ووعي بالعالم وإشارات الكون.
،،،،،،
الترميز الشعوري يلجأ إلى حيل الأستبطان الداخلي ، ليمتص غضب اللحظة الشعورية.
فيأسر الإبداع خلاياه داخل اللغة، فيمتد جذور التواصل مع العالم.
قراءة في قصة" دمية"
للقاصة نادية الأزمي
توقف الزمن لتتنفس القاصة، وتكف عن ملاحقة الحدث الذي أزعجها.
لتكتشف على حين غرة بأن موقت الزمن قد انفجر داخل أعماقها.
"قرأتْ من بين دموعها علامات حيرة تسكنني"
جعلها تبوح بما كانت عاجزة عنه قبل وقوع الحدث.
لم تتمالك نفسها ، راحت تقرع أبواب الأسئلة المقفلة، التي تركتها عنوة تواجه المصير.
استمر تدفق المشهد بإنهمارمؤلم واحساس مرهف.
يربط مابين اجزاء الحكاية والواقع المؤلم، الذي انفجر أمامها بكل تداعياته.
يستمر صعود الألم حتى منتهاه ليصرخ
"مابال هذا الكيان لايستكين؛...مابالها صعقتها أشلاء دمية" ليأتي الرد سريعا "وما أكثر الأشلاء في دروبنا".
النص لم يصادر حق القاصة في الاحتفاظ بوجعها، وقف صامتاً تجاه ذلك الوجع.
لم يفتح أبواب الحقيقة أمامها، وقف متاملاً ليتيح للقاصة الفرصة في تلاوة الآمها "صرخت ..تعمد رميها"
تركهاتداري جراحها، دون أن يعبث بها ألا يكفي أنه فجرها.
عندما اكتمل نزفها ، راح يراقبها بصمت.
دخلت القاصة في حالة هدوء مع الذات وهي تراقب الطفلة المكلومة تصف مشهد سقوط دميتها.
ذلك الحدث الذي أفزع القاصة، وجعلها تلتف حول ذاكرتها ، ليكتمل بناء مشهد الألم،
عاجزاً عن رفع أو مقاومة للالم.
ربط مابين واقع مؤلم، وحياة داخلية لاتقل عنه بؤساً وعناء.
ماأكثر الجراح التي فتقها النص ، والالام التي تنزف بلا هوادة.
تركها النص تلملم اشلاءها المتناثرة، وتدخل في حالة من الضجيج المتماوج مع النص.
صراع ذات القاصة مع الحدث قلب الموازنة لصالحه، فجر أكثر من صراع داخل النص، واستمرتدفق الصراع حتى خارج النص.
النص تصوير حالة شعورية انفعالية، تفجرت شظاياها على شكل أحداث ، وشخصيات ، وأفكار.
➖➖➖➖
للنص كيان مستقل يدافع عن وجوده، في ظل خروجه من حيز الذات إلى حيز الوجود.
➖➖➖➖
للنص مجال واسع للخوض في تفاصيل كثيرة متشعبة، قد يعجز الذهن عن ملاحقتها ، ويكتفي بإشارة خاطفة التقطها، تضئ ساحة وجدانه وروحه، ويشع نورها داخل فكره.
تجثو الحياة على ركبتيها عند باب الغار.
ليصعد التاريخ على عتباتها، ويحمل على كاهله عبء طالما ارادت البشرية أن تتخلص منه، وتتحرر من أسره.
كان التاريخ يمعن في بسط نفوذه، وقوة هيمنته على مسار الأحداث.
لكن وميض ساعة القدر أعلن وبلاشك ميلاد لحظة تاريخية، خرجت من رحم الغار غيرت مسار الحياة.
أعادت التوازن المفقود للكون الضالع في مهمة الضياع، واتجهت بالبشرية نحو الخلاص، وانعتاقها من فوضى الوثنية.
التي قادتها إليها إيادي بشريه بصنع أحجار، وأخشاب لاتنطق ولا تسمع ، ولاتستجيب لتكون ألهة ، تعبد ويقدم لها القرابين.
وربما تصنع من بقايا الطعام ثم تؤكل عند الجوع.
كانت كل تلك الفوضى التاريخية العارمة تجتاح العالم، ولم يبقى إلا القلة القليلة من الثابتين على دين الخليل عليه السلام، على صفاء المعتقد والإيمان بآله واحد يدير الكون.
لكن الفطرة السليمة تلتمس مواضع الجمال والخير في الحياة، فتسلك طريق الإستقامة ونبل الأخلاق، وتبتعد عن الرذائل في القول والفعل ، وكل مايعجل بإنحدار النفس من ملذات وشهوات.
ردود أفعالنا
ردود أفعالنا تجاه حدث ما قد ينسف تلك القضية، ويهدم جدار ذلك الحدث.
إن لم نكن على وعي بالنتائج التي ستصدر عن ردة الفعل تلك.
فردود أفعالنا تجاه حدث ما أو قضية ينبغي أن تبنى على أساس ثابت من صحة الوقائع، وأدلة قطعية لاينتابها أدني شك من المصداقية.
كذلك ينبغي أن تكون ردود أفعالنا موازية ومطابقة للحدث لاتقصر عنه فينتج خلل فادح.
ولاتزيد فتتسع الهوة بين ماحدث ومانريد تصحيحه.
فالصواب في نظرنا يختلف عن الصواب في نظر الآخرين ، فما نراه فعل مناسب قد يراه الآخرون ابتزاز، أو أمتهان، أو سمه ماشئت!
تفهم الوضع لابد أن يتبعه دراسة متأنية، وحلول جادة لمساندة ردود أفعالنا.
فالاجراءات المناسبة ، وتفهم الوضع، والحل المناسب
لابد أن تنصب في صالحة الواقعة أو الموقف وليس العكس.
الرهان على قضية خاسرة
في حالات الضعف الإنساني
يمر الفرد بنوبات نفسية وعصبية
غير متوازنة
يفقد فيها قدرته على الاستقرار
والتفكير المتأني
والرؤيا الجادة
تبدو المواقف فيها شاحبة اللون
منعدمة الإضاءة
غير متضحة المعالم
مما يسهل سرعة الإيقاع بالضحية
فريسة لهذه المواقف الشائكة
فيحدث الصراع الغير متكافئ
بين طرفين
غير متوازي الكفة
تستخدم فيها كافة الأسلحة
وتسخر القدرات والطاقات
في نزاع غير حتمي
تتكبد خلالها الأطراف المعنية
عناء خسائر جاهزة
والسؤال
لماذا نخسر الرهان في قضايا خاسرة؟!
ولايساورك شك في حقيقة وجوده.
لكنك لاتعلم علم اليقين ماهو؟
يتعلق بحياتك ووجودك وكيانك، تخفى عليك كثير من العلائق التي تربط وجودك بالعالم.
تشعر بأن العالم حبال تلتف حولك، وجزء من دورانها يشدك ، ولاتدري أي خيط يوصلك للحقيقة.
هذا الشعور يضعك في منتصف الأشياء، في قوائم الزوايا الحادة، والتقاطعات المتعامدة.
تجد سطر في كتاب ، أوكلمة في موعظة، تعيد تشكيلك وبناءك.
تنهال صفحات حياتك غارقة في معالم هذا الاكتشاف، الذي يبرهن لك على حقيقة غائبة.
يخوض داخل تجاربه، يعيش أجواءه.
يستشف عبره، أو يتمرغ في أوحاله
كل شخص يلتقط من النص ما أثار نفسه
وحرك وجدانه.
______
للنص مجال واسع للخوض في تفاصيل كثيرة ومتشعبة.
قد يعجز الذهن عن ملاحقتها، ويكتفي بإشارة خاطفة التقطها من النص، لتضيء ساحة وجدانه وروحه، ويشع نورها داخل فكرة.
__________
النص كيان مستقل يدافع عن وجوده في ظل خروجه من حيز الذات إلى حيز الوجود.
________
مناطق للتأرجح
نجد في كثير من الأوقات إننا نقع في منطقة بين عدة مناطق.
نقع بين نقيضين، أو متشابهين، في منتصف الطريق بين مانريد ونتمنى، ومانشتهي ونرغب.
نقدم خطوة للأمام وعشرة للخلف.
هذه المناطق المتقلبة لاتكون في صالحنا غالباً ، لأن التردد والخوف سمة تغلب على اتخاذ القرار.
فوجودنا داخل تلك الزوايا الضيقة، المتذبذبة يمليء علينا الحزم مع ذواتنا ، والوقوف بشجاعة لتحديد نقطة الانطلاق.
والخروج من مناطق التأرجح التي أوقعنا أنفسنا بداخلها، وإلا نتجاهل كثير من الجوانب الإيجابية التي تختصرعلينا الطريق .
يشتط بنا الفكر بعيداً عن مجال النص..
لتأخذنا الأفكار بمنأ عما يريد الكاتب ايصاله لنا
قد يرمي بحجر صغير في بحيرة راكدة، وتستفزنا الدوائر المتحركة.
وننسى الحجر في لحظة دهشة، هذه أفكار ورؤى القاص داخل القصة رمانا بها وانصرف.
واتجهنا نغّرب ونشّرق في ذواتنا، لانتزاع اعترافات لم تكن ضمن حساباتنا في السابق أن نخوض فيها ، أو مسائل تركت عالقة في ذهن الزمن.
كانت شجاعة
أن يتخذ الإنسان قرار حازم
ينفي عنه الإحساس بالغبن والقهر
حتى لو كان القرار عاجل
عندما لايكون ثمة خيار آخر
كل مافي الأمر
أنه ترجمة لِأحاسيس، ومشاعر
لانعيشها فقط
بل تخنق الإرادة
وتعصف بالطموح
عندها لابد من وضع نهاية وحد
لسيل الأماني الجارفة
لايعد ذلك سوء تقدير للحدث
كان قرار..
تتحدى به الإرادة الطموحة ، والأحلام الواسعة.
مسافة شاسعة مابين الأبيض والأسود، تتخللها العديد من الألوان مابين فاتح، وقاتم.
وحدهم الذين يستطيعون رؤية الأشياء بوضوح، من يملكون قدرات ملونة تصبغ حياتهم، بألوان مناسبة للمواقف والأحداث.
فهم يتحركون ضمن مساحة من الخيارات والقرارات المبتكرة.
لاأقصدا رتداء أقنعة ملونة تخدع الآخرين ، بل يملكون رؤية ملونة تستطيع أكتشاف معالم الحياة.تسمح للضوء بالنفاذ من خلالهم ، للتأقلم مع التجارب، والأستفادة منها.
وبالمقابل هناك من يكتفي برؤية أحادية اللون ، يعيش بمعزل عن العالم ، يفصل بينهما حاجز سوداوي، وجدار قاتم اللون، تغطيه نظرة قاصرة، وعاجزة عن فهم ماحوله.
لايرى إلا بمنظار واحد، ولون واحد، يطفي الحياة داخل العروق.
كيف يعيش الإنسان مع الألم؟
وسط عالمه الملئ بالضجيج ، وأمواجه المضطربة، كيف يتعايش مع ألمه؟
لابد وإن الإنسان مزود بقدرات وطاقات لمواجهة حياته والعالم.
قد تختلف هذه القدرات حسب الظروف ، والبيئة ، والزمان.
فالإنسان يعيش داخل كومه من الإحاسيس، تصبغ حياته بصبغة مغايرة كل يوم.
يكون منشرح وسعيد، ومرة منقبض وعابس تملأ الكآبة وجهه.
يحركنا الإحساس نحو عوالم متعددة، قد لانحسن مواجهتها في بعض الظروف، فنقع أسرى لحظاتها القاسية، التي تحرك بذور الحياة .
من يدفع ثمن أحلامنا؟
نتعمد ارتكاب الأخطاء مجازفة، وليست مصادفة.
نعلم في قرارة أنفسنا إننا نقوم بحماقة ، ولكن نصرعلى المضي قدماً، متجاهلين صوت النداء الداخلي، الذي بمثابة جرس إنذار يحذرنا من الخطر.
الذي نحن بصدده عندما نتجاوز الحدود، ونفقد الثقة في كمية الحقائق المترسبة داخل أعماقنا، ولم نعد نستقى منها توجهاتنا.
لماذا نرفض الحقيقة؟
ونتجاهل الوقائع ، ونجري خلف سراب الوهم، قد يخفي فرص مدمرة.
هل اتسعت آمالنا؟ولم نعد نرى مقدار الفجوة بين خطورة الواقع، وقوة الخيال.
أم أن أحلامنا ضاقت، ولم تترك لنا فرصة مراجعة حقائقنا، التي نستمد منها توجهاتنا.
مالذي يجعلنا نجازف بكل مالدينا من حقائق، وأفكار، من أجل فرصة سانحة قد نخسر من خلالها الكثير.
كنت ثملاً إذن
عندما أسقطت روحك في متاهة القدر
عندما أشعلت ذاتك قرباناً للمدى
عندما حنطت روحك قبالة الشواطئ
عندما فتحت ذراعيك للريح تعصف
بك كيفما شاءت
وهبت نفسك للأنين يستقر بداخله
فضلت الوجع على اليقين
نزفتك العاصفة ربيعاً وشتاءاً
وظللتك الريح سموماً وشمالاً
وعندما احتظنت جموح أرقِك ورداً
سقط الربيع مليئاً بالألم .. مثخناً بالجراح.
الهاجس الذي يعيش الإنسان من أجله يسيطر على حياته، يتحكم في ارادته، يوجه سلوكه.
هذا الهاجس قابل للزيادة والنقص، والطي والذوبان حتى الانهيار.
نصل إلى حافته عندما تخوننا الإرادة.
الهاجس قد يكون الرغبة في امتلاك شئ، أو الوصول إلى أمر ما.
هاجس يؤرق الإحساس، ويتعب المشاعر، ويعضل الحياة.
يدور الهاجس في فلك الحياة أو الذات.
تنهال مئات التحذيرات، والإنذرات داخل عقل الإنسان.
تقيد حريته ونشاطه، عندما يهم بفعل أمر ما.
كيف يتخلص من ذلك الشعور المزعج المقيد لحركته؟
كيف يوازن بين أفكاره ومشاعره؟
كيف يقرأ المواقف؟ بعيداً عن التكهنات والإحتمالات التي يغرق فيها عقله، بمشاركة دوافعه، ومشاعره.
كيف تستطيع حماية نفسك من التدفق الإنفعالي والشعوري الذي يصيب النفس عندما تهم بفعل أمر أو تنوي اتخاذ قرار ما.
التفكير
تتحدد معالم الأشياء
وتتضح صور الأشكال
وتظهر حقيقة المواقف
بعد أن نمضي عنها.
عند مواجهة مشكلة.. تتطلب منا اتخاذ قرار، أوصياغة مفهوم لحدث ما.
أو تكوين رأي حول قضية ، نجدنا محاصرين بكم هائل من الأفكار المتشابكة
والرؤى المتصارعة.
عندها لانستطيع تكوين رؤيه محددة، أو رأي مقنع.
لابد من اللجوء إلى وسيلة ، تخلصنا من ذلك.
وننجو من خطر محدق بذواتنا حول مانعتقده الصواب.
ماركيز ولعبه مع الزمن
أغلق ماركيز على نفسه الباب، وراح ينظر من ثقب خلف جدار هذا الزمن.
يرسم واقع شاكله، وينفض عن نفسه غبار الوعي والسنين التي قضاها خلف العتمة.
ويقيس المسافة بين حدود الوعي ومتطلبات الإبداع لتخرج أفكاره، وقد استنسخت من ذاكرته الشئ الكثير.
وتملأ فضاء النص بروح العبث ، والفوضى، ينفرط عقد المكتابة مع النص ، عندما تتدعى الأفكار وتذهل الناص عن حقيقتها وكينونتها.
فتصبح الأنانية سمة للشخصيات ، تفقد التركيز أدواته وقضيته التي من أجلها كتبت النصوص.
وتمضي في جر خبايا النفس دون مراعاة أدنى الحقوق.
التسلط سمة الحياة التي تقنع مادون الوجود، ويدخل في إيطارها كثير من الفوضى، ويلعب الزمن بالأفراد ويحولهم إلى أدوات متجمدة، ومشاعر خالية من الفضيلة.
ثمن الحساب
قيمة من دمك
من مشاعرك
من احاسيسك
من جذورك
من كل شبر في جسدك
تدفعها نتيجة تهورك .. واندفاعك
وانسياقك نحو عالم مجهول
وأحلام مزدوجة
لاتعلم مامصيرك فيها
ومادورك الطبيعي تجاهها.
لاتسعك الذاكرة
لاتسعك الذاكرة
لتتذكر كل مامر بك
من أحلام ، وطموحات
في تلك اللحظة
لحظة اليقظة
التي تمارس فيها طقوسك
بعيداً عن المنامات
والتخيلات
لتتساءل، كم من الوقت مضى؟
ونحن نجري خلف الوهم
ونستلم حسابات فواتير
ثمن عثرات تحدث
كن نملكها، لو أحسنا النظر
في العواقب
وملكنا زمام التصرف
نقترب من الفاجعة، في قراءة بعض
النصوص، التي تحيلك إلي عمق وبعد
التجربة الإنسانية.
متحسساً طريقك بحذر نحو السير في
متاهتها.
كلما اقتربنا من العمق ، سحقتنا الإرادة.
فالدوامة تلتف بشدة حول الجذور
لتقتلع الحقائق الكامنة خلف الأشياء
والوجود.
والغموض الممتد فوق مساحة الذاكرة
يغطي العقل البشري المحكم الإغلاق.
فتترائ من خلاله الوقائع والأحداث
كما لو أنها عبوات ناسفة.
بين الكلمة واللون
مشاعر متحده، انفعالات تتجدد
تبحث في الفراغ عن مساحات لونية ولفظية شاسعة
تعبر الفضاء الخارجي.
لايكتفي الفنان بتحريك أنامله برشاقة من خلال الريشة
بل يقتطع جزء من عالمه،
وأحاسيسه، يعيد تشكيلها على الورق.
بينما يمضي الكاتب في تفريغ انفعالاته ، وقراءة وجوه
العالم، يعيد صياغة الوجود.
من خلال الرؤى والأفكار التي تتماشى مع عالمه.
عندما تمتلأ بالكلام
عندما تمتلأ بالكلام لاتجد ماتقوله.
_____
الأشياء الكبيرة تسقط بمنتهى السهولة.
_____
صعب أن لاتصل إلى نقطة تتفاهم فيها مع روحك.
تشبيه حذر مابين هزائم الداخل والواقع، هزائم الذات، وضرائب الحياه.
يشترى البشر بإرواحهم وذواتهم مصائر مجهولة.
لاأحد يعلم ماتكنه الذات من آمال وتطلعات، تعمل طوال العمر، يقتات منها الواقع ، فتضمحل صوره أمام انسحابها ، وانزوائها،فتفقد مصدر دعم لها.
تشل الإرادة وتعجز عن المقاومة، توصد أبوابها في وجه وتحديات الواقع، تدور كالرحى تطحن ذاتها.
فرق مابين حياة الذات، والواقع،
الذات تناضل في ايجاد موقع لها،عندما تتعايش مع الواقع.
وتفشل عندما تهمش الواقع ، تبقى معزولة عندم لاتدخله ضمن حساباتها.
