خلف الكلمات

خلف الكلمات جدار من العزلة والصمت، يفصل بين وعي القارئ وادراك متطلبات الإبداع.

وعي القارئ القادر على اختراق أعتى الأبواب وأقساها في مواجهة صمت الكلمات الذي ترفض البوح به.

تختنق الأنفاس المحتبسة داخل جدران الوعي، ليصب الإدراك ينابيعه داخلها.

مدركاً كَمه الثقافي وبعده الأخلاقي في الوقوف بجانب قضايا النص، واكتساب فضائله.

قد ينتفض الإدراك من مسببات وجوده، ويتنصل من دوره الأخلاقي ، مسبباً كارثة للنص، بدخول مناطق الحظر والممنوع داخل جدران الوعي السميكة.

فتنفصل العلاقة مابين الوعي واللاوعي محدثة دوي انفجار هائل من المشاعر المتناثرة داخل النص.

العلاقة بين الوعي واللاوعي تتحدد وفق أنظمة العقل الايديولوجية والأخلاقية والمهنية.

تدعم وتفعّل دور الإنسان الطبيعي داخل الحياة السوية.

عندما الإدراك دوره الطبيعي في ايجاد التوازن داخل الوعي تنطلق قوى اللاشعور وتتحرر من أسرها داخل أفاق الذات الإنسانية.

تتخلص من عبودية الوعي والإدراك التي عليها من خلال الرقابة الذاتية.

وبذلك تتخلص من الرقابة الثقافية والأخلاقية المفروضة عليها ، لتنطلق معربداً في سماء الإبداع، بعد أن كانت محجوزة خلف الأبواب.

وعندما انحلت عقد هذه الرقابة ، انفلتت من عقالها، وانطلقت تفجر كوامنها داخل النص.

الإدراك يتحمل مسؤلية انفلات المشاعر ، بهروبه إلى دواعي اللاشعور والعبث بمحتوياته.

محركاً كم من العلاقات الاسوية التي تسللت منها النصوص، نتيجة فقدان الرقابة من قبل ذات القاص أو الكاتب بأن جعل نصه مسرحاً  للعبث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق