‏إظهار الرسائل ذات التسميات نثرات قراءية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نثرات قراءية. إظهار كافة الرسائل

كيف تبني نص إبداعي؟

 

النصوص الإبداعية لها مقومات ودعائم  تستند عليها حتى  وإن كانت تكتب على السليقة .

استخراج ما بداخل الذهن من رؤى وأفكار وتصورات وإيصال معانيها للقارئ تمر بمراحل وقنوات متعددة حتى  تصل لعملية التخمير فيصبح المنتج الأدبي جاهز للقراءة

أول هذه المراحل وأصعبها انتقاء الأفكار الي يعج بها عقلك وذهنك وذاكرتك وقراءتك ومشاهدتك وكل ما يساهم في خلق جوء الكتابة من شعور واحساس ويقظة وانفعال وحواس واسترشادات  تمدك بها اللحظة الخاصة بعملية الكتابة تتكون جميعا لينطلق منها الإبداع، وروحك التي تروى تفاصيل الاحداث.

خلف الكلمات جيش من المفردات والعبارات والصيغ التي تتناوب في سرد الأحداث وقراءة المواقف المراد ايصالها لقارئك ، ولا ننسى أهمية الأسلوب في معالجة الفكرة وايضاح المعنى  ودور الصياغة في تحسين  المنتج الادبي.

الوعي والعاطفة

 

هناك انفصال تام ما بين الوعي والعاطفة كلاهما يسيران في خط مستقيم بجانب الاخر.

لكنهما لا يتقابلان مطلقاً في نقطة أثناء الكتابة.

الأمور الانفعالية قواعدها لا تطابق قوانين العقل البشري، فالعقل ينظر بالمنطق ويحدد هوايته قوانين الطبيعة.

بينما الانفعال يقتسم مع اللحظة وجود لا حقيقة له، شبيه بالعاصفة تسمع صوتها ولا ترى مصدرها.

وجود متخيل لا يتابعه الواقع في شيء، تنحدر جذوره من أفق وانفتاح فكره على وعي الأمكنة والأشياء.

يحلق الأفق في مواقع وأماكن لا يجرؤ العقل على الدخول إليها لأنها بمقاييسه لا تطابق الواقع ، الذي يعول عليه العقل كثيراً.

الانفعال واللحظات الانفعالية - لدي الكاتب - لا تتحدد بقوانين ولا ترتضخ لمسائل شائكة كالعقل ، ولا يعبأ بقوانين تملأها عليه الطبيعة.

عاطفة الأديب هي من يحدد اتجاهه أثناء النص وليس العقل. سوى ما تفرضه سطوة الواقع على فكره واتجاهه، في حين أن نصيب الأسد من حظ العاطفة في رسم مستقبل وحدود النص الأدبي.

لإنه يتشكل بانفعال الكاتب ويرسم حدود داخل إطار عقل ووجدان المتلقي.

خبايا النص

 

تتنفس الأسئلة داخل خبايا النص لتصل عالمنا بعالمه

النص يشعل فتيل المراهنة على الواقع، بتحريك الأشياء داخل المخيلة.

...

النصوص تحدث موجة غريبة من التفاعل ما بين أقطاب وأطراف العملية الإبداعية من نص وناص وقارئ.

تداخل الانفعال فيما بينهما أخرجت القارئ من دائرة المتفرج ليصبح جزء من النص.

 

القارئ الحقيقي يفطن لإشارات النص الخفية التي أقصاها الكاتب بإرادة منه أو رغم عنه وراء الكلمات والمعاني.

وعي الكتابة

 وعي الكتابة لايقتصر على النص، بل كاتب النص يحمل وعي باتجاه شئ ما.

له رقابة وسلطة على ذاته وروحه، ينكفي داخل دهاليز روحه ليتحرر ويتخلص من تسلط وتبعات اللحظة الشعورية التي تلاحقه.

 

الدهشة التي تخطف بصرك عند قراءة نص ما، هي الشعلة المتقدة داخل المقروء، الومضة السحرية التي انتابت شعورك عندما تفلتت أثناء  قراءة نص انغمست فيه وتركت له حرية التغلغل داخل روحك.

سمحت له بمكاشفة ذاتك والزج بأفكاره عبر مقتنياتك الثقافية. سلمت له مفاتيح ذاكرتك ليقود شعورك.

هذا النص الذي يبقى في حياتك بعد الانتهاء من القراءة.

 

الخوف من القراءة

 
بدأتُ حياتي كقارئة جذبني إليها حبُّ الاطلاع 
 استمرت  تلك الهواية مع الأيام والسنين رغم مقاطعتي  للقراءة في أحايين كثيرة ، كلما نفد مخزون القراءة عدت إليها من جديد ، وهكذا توالت علىّ السنين مع الكتب .

 
عند اشتداد عود الإنسان في القراءة يصبح من العسير عليه قراءة كل ما يجده بين يديه بل يتريث ويتردد قبل أن يُقْدم على القراءة ، فقراءة كل شيء لا تناسب المرحلة التي وصل إليها في القراءة.
 
 تبدأ عمليه اختيار صعبة للمقروء فذائقتك  وميولك القرائية لم تعد كالسابق تقرأ كل ما تقع عليه عيناك بل أصبحت ذاكرتك انتقائية لما يعرض عليها من أفكار ورؤى ، تشعر بأنه من الصعب تقبّل فكرة ما  لمجرد أِنها قيلت وانتشرت وأنت تراها عكس ذلك
 الميول القرائية تضعك في حيز معين من المعرفة  تتقبل وجهات النظر لكنك لا تريد أن تغامر بمعرفة لا تدرك مداها وأثرها في نسق حياتك .
 
لا اصعّب الأمر على القرّاء ، بل الذائقة القرائية  تصبح أكثر انتقائية للمقروء. تحاول أن تجعل نفسك على سجيتها في القراءة فيحال بينك وبين القراءة سدود سابقة  اقامتها قراءتك وأفكارك التي لم تعد تستجيب لأفكار لا تناسبك ، لا أبالغ إن قلت أن الخوف من القراءة يتردد عليك كثيراً،  تقرأ بنبرة داخليه مترددة ومتشككة حول ما تقرأه، هل ما تقرأه قادر على اعادة تشكيل أفكارك من جديد؟ تخاف من أن تهدم القراءة ما امضيت سنوات في بنائه،  أن تتكسر حواجز بداخلك،   أن تصبح   الأفكار بداخلك متضاربة أن تفقد الأشياء  قيمتها أن ينطفئ نور أن تتبدد مشاعر تحصل عليها من قراءة استثنائية ، تريد أن تمضي بسلام مع قراءة لا تشتتك ، لا تثير عجاجاً يغبّر رؤيتك تريد أن تمسك زمام الأمور بيديك ولا تترك للقراءة مجال أن تتلاعب بك .
 

الكتابة والكاتب

 ترجمة المشاعر إلى كلمات تأخذ وقت مع الانسان حتى يجيد صياغة ذاته في عبارات وترجمة احاسيسه لجمل يستطيع قراتها كما ترد الى روحه ويقرأها الاخرون كذلك . كل ذلك الوقت وهو ينمي احساسه ، يتعرف خلال مسيرته الكتابية على أصوات تشبهه ، تم يبدأ في صناعة صوته الداخلي الذي لا يشبه أحداً  تمتزج روحه مع أرواح مشابهه له حتى يتيقن من نغمات روحه الخاصة .

متفرقات

 المكان في الرواية

المكان عالَم بمواصفات خاصة يضعها القاص أو يفرضها الحدث.

المكان في الرواية كالقرية المدفونة أو المدينة المنعزلة عندما يكتشفها عقل القاص يعمل على اظهارها وابرازها بالشكل الذي يتناسب مع مستوى العمل الأدبي.

____________ 


بناء الحدث داخل وعي القاص


رؤية القاص للحدث تكبر وتصغر داخل النص بناء على رؤية القاص واعتقاده حول أهمية هذا الحدث.

فالأحداث متراصة أمام الجميع ، لكن الحاسة اللاقطة المتوفرة عند الأديب سهلت سرعة استجابته للموقف وتأثره به.

____________ 


النص بتفاعله مع بيئة الفرد الفكرية والتنظيمية  يتفاعل مع قوانين وقواميس الحياة.

اختزال النص في بقعة ما ، رأي أو زاوية من زوايا الحياة تهدد أمنه وبقاؤه ، تجعله جامد لا يحرك الحياة.

فالنصوص لا تفقد حيويتها بانتهاء الزمان والمكان الذي ولدت فيه بل تمتد إلى أجيال متعاقبة. 


القراءة بُعد آخر للنص

 تختلط عناصر النص مع بعضها لتتحد ذراته مع ذات الناقد.

فتحس بحالة ابتعاد النص عن الناص واقترابه من الناقد.

هذا يحيل القارئ إلى الاندماج في القراءة النقدية ، وفي الدور الذي رسمه له الناقد ليبني صوره ورؤياه من خلاله.

والواقع أن على القارئ اكتشاف النصوص بنفسه ولا مانع في بعض الأحيان من الاستعانة  بآراء الناقد ، لا تكون من أجل الحصول على نتيجة نهائية حول النص بل لمعرفة استقراءات متعددة حول النص وفهم بعض ما يشكل على القارئ .

فالرأي حول النص مُلك للقارئ  ، فقد تتمثل صور في مخيلته تختلف عمّ  قراءه من الناقد.


الواقع والكتابة

بين حياة الواقع وحياة الكتابة خيط رفيع لا يتمكن من رؤيته إلا من أوتي بصيرة نافذة في الحكم على الأشياء (توفيق من الله ) وخرق للقوانين التي تحكم العالم.

لا تتشابه القوانين ما بين عالم الكتابة والوقع .

في الكتابة تستطيع التعايش مع مختلف الأوضاع والصعوبات التي تظهر لك وتواجهها بحدسك. 

بينما في الواقع الوضع مختلف ، فالقوانين السائدة التي تحكم أي مجتمع أو عالم لا يمكن تغييرها بين لحظة وأخرى ، بل يتطلب الأمر بضع سنوات أو عقود حتى يتم الأمر بالصورة المأمولة .

فالواقع يفرض قوانينه ودوافعه على الإنسان . بينما في الكتابة أنت تفرض قوانينك وأحكامك الخاصة بك.

تصف الحياة داخل الكتابة والحياة في الواقع ولا يعني ذلك أن تصف  جدية الأفكار المطروحة  في موضوعات الكتابة من حيث تقييمها أو سلوك منشئِيها بل الجانب مختلف تماماً .

فعوالم الكتابة معنية باكتشاف وسبر أغوار العوالم الداخلية للنفس البشرية  وتفاعلاتها المختلفة مع شتي صور الحياة وتقلباتها، والنوازع التي تغلف سلوك الأفراد وتتحكم  في ميولهم ورغباتهم. كل ذلك العالم يتشكل بين يدي الكاتب والقاص لينسج مواده البنائية  من عناصر الإنسان المتشكلة من هويته وطبيعة الموجودات  من حوله . وفي الواقع لا تستطيع نسج حياتك أو حياة الآخرين  وفق ميول ورغبات تمتلكها  بل الجميع يتعايش وفق قوانين معتادة ومذاهب متعارف عليها والتغيرات الحاصلة تحدث على فترات متباعدة .


حول الكتابة

 الإبداع أن تدخل عالم غامض عنك ، لا تدري ما الذي يوجد بداخله ، لا تعرف تفاصيل العمل الذي تنشئه مثل الصياد الذي يرمي صنارته ولا يعرف ماذا سيصطاد ربما سيعلق بصنارته ؛ مسمار أو جزرة أو حتى رنجة حمراء .

كذلك الكاتب سطر واحد يومض في عقله ثم يمسك قلمه ولا يدري أن ستوصله الكلمات . والأفكار تبدو في مخيلته كقطع النحاس المتناثرة  عليه تجميعها  وتشكيلها بما يتناسب  مع شكل المنتج النهائي للفكرة .

وكل كاتب يتفاعل مع الفكرة من الزاوية التي تورد إلى  ذهنه.

قد يتعثر مشروع الفكرة ويتخذ له مجرى مختلف عما أراد له الكاتب ، مثل السيل يرتطم بصخور ويغير مساره كذلك النص يتشعب ويتفرع بين يدي كاتبه . وأحيانا لا يملك الناص حلول سحريه لتحديد هوية النص. 

فالكاتب يعيش بخياله على الورق ويقتطع جزء من ذاكرته ومشاريعه الذاتية وأفكاره لتندمج داخل نصوصه

الكتابة تنبع من احساس الكاتب وشعوره وانفعالاته وكل ما يحيط به من دوائر حياتيه وذهنية، وكل دائرة تشكل هوية لكتاباته.


خارج النص

 لنتحدث قليلا خارج النص ، بعيداً عن أجواء الكتابة ولنعيش لحظات مع كواليس الكتابة المصنع الخلفي  الذي تدار منه عملية رصف الأفكار والكلمات ، مصنع المقالات والموضوعات التي تكتب .

 لنبدأ أولاً بالمسودات .

المسودات :-

تتجمع لدي الكثير من المسودات وفي الغالب لا أجد وقت لتفريغ أكثر الموجود عندي بل اكتفي بالأشياء التي أراها مهمة والباقي انظر فيه تباعاً حسب الوقت والحاجة.

لي طريقة غير جيدة في كتابة المسودات وتعتبر لازمة ترافقني طوال عملي ومشواري في الكتابة،  وهي الكتابة بخط غير واضح وعندما تحضرني الفكرة و تلح علىّ أبدا في كتابتها بشكل عشوائي وغير منظم على سطح الورقة واتناول أي شيء بجانبي لأدون عليه بسرعة وقد تكون الورقة مكتوب عليها مسبقا وتصبح الخطوط متداخلة والأفكار تتخذ شكل المنحنيات والمتعرجات ، لا اكتب على الورقة بشكل مثالي بل أبدا من المنتصف أو أحد الجوانب لأصل إلي ضفة الجانب الآخر وأحيانا استخدم الأعداد لترقيم أجزاء المقالة الواحدة لأن كل فقرة بعيدة عن الأخرى وقد تكون في صفحة مستقلة على الرغم من أن حياتي منظمة وتسير وفق ترتيب مثالي – الحمدلله - إلا أن كتاباتي على العكس تماما - أقصد من ناحية الشكل على الورقة .


عدة الكاتب:-

وهي الأدوات التي أراها ضرورية من وجهة نظري  وتواجدها يخفف عن الكاتب ؛ تنظم عمله وتسهل اداء مهمة الكتابة .

فالترتيب والتنظيم من مهام الكتابة الأساسية لأن تواجد أعداد هائلة من الورق المكتوب عليه سيشتت انتباه الكاتب إن لم يحسن ترتيبها وتنظيمها ، والأجهزة الحديثة تقوم بأغلب المهام الآن من الكتابة والحفظ إلى آخره ولازلت لا أستغني عن الورقة والقلم.

احرص على اقناء الأقلام الجيدة ؛ كي لا تتفاجأ بتوقفها  أثناء الكتابة .

جربت استخدام دفاتر كبيرة الحجم في الكتابة  لكنها غير عملية بالمرة .

بعد أن تصبح المسودات جاهزة أقوم بنقلها على ورق  A4وتبدأ مرحلة جديدة من التصنيف والتنسيق وأجمعها على شكل ملازم (مُذكِرات) ليسهل حفظها ومراجعتها.

أردت الإسهاب في هذا الموضوع ، لكن اعتقد بأن الجميع يستخدم التقنية الحديثة ، فلا داعي لمواصلة الحديث عن الأدوات التي قد يستغني عنها الكثيرون . 







من فضاء النص

 يمتلك القاص أدواته الفنية والإبداعية في رسم خطوط عريضة لحياته التي يعيشها، و حياة الآخرين عندما يتحدث عنها.

كل فنان له مواهبه الخاصة التي تمكنه من اتقان عمله، إن أحسن إدارة تلك الموهبة وامتلك الأدوات الضرورية المساعدة له في عمله 


على  الورق يحاول رسم الواقع، من خلال نظرته الخاصة، وأسلوبه في الحياة ؛ يرسم ما يراه بخياله وماتتمثله خواطره ورؤيته.


القاص مدّرب على عدة أنواع من الخيارات تتيح للقارئ فرصة لقراءة الحياة، وإعادة الحسابات فيما يعتقده من أفكار مطابقة أو مناهضة للواقع والقيم.



الكتابة عالم استقلالي

 الكتابة تستقل وتنفرد بذاتها عن ذات الفرد.

تكون جزء من عالمه ، لكنها لا تمثل حقيقة عالم ودوافع الإنسان.

الكتابة تعبر عن الصورة المماثلة في الخيال بصرف النظر عن حقيقتها.

تعيش لحظتين في آن واحد ؛ لحظة الخيال ممزوجة بالواقع أو

 مختلطة به ولحظة الواقع مقترنة بالخيال  فتكون الصورة الثالثة

 مزيج من الاثنتين معاً.

تصبح الصورة مشوهة إن بالغت في وصفها ، وحالمة إن تعمقت في الخيال وجنحت بعيداً عن أرض الواقع.

الكتابة مزيج من الرؤى والمسلّمات والعناصر ترتبط فيما بينها لتؤلف

 وحدة النص ، وتختلف في مصداقية عمقها وقربها من الواقع.


القراءة واكتشاف الذات

 

تلهمك القراءة المعرفة داخل حدودها بأهمية الذات والتعرف عن كثب عن محتوياتها ومفاهيمها.


الإنسان بمفرده لايستطيع اكتشاف أكثر العوالم المجهولة عنه ومنها الذات.

التعاون المثمر الذي ينتج بفعل القراءة ، يكون السبيل الوحيد لمعرفة كيف تفكر؟ وكيف يعمل عقلك؟ ...الخ

وكثير من الأسئلة التي تدور داخل مخيلتك تجيب عنها القراءة.

يعيش الإنسان بمعزل  عن ذاته خارج القراءة، وتنظم إليه أفكاره وذاته مع القراءة ليتشاركا في خلق الإبداع ، ويستشعر المواطن التي تعزز شعوره وحدسه  وتثير بداخله نوازع وقيم ما كان ليتعرف عليها لو بقي محجوز داخل ذاته .

تنشئ القراءة لديك قوة الدافع وتحفيزك لاجتياز عتبات الحياة.

بما تمنحه لك من انفتاح غير مشروط على دروبها ومسالكها التي لا تفطن إليها في الغالب.

يتفتح ذهنك عليها وتستقر رؤيتك باتجاهها.




العوالم القصصية

 نتجول داخل العوالم القصصية للمتعة والفائدة، واكتشاف عوالم جديدة.

وصور خاصة يبثها القاص لنستمتع برؤيتها ونشاركه رسم معالم الوجود.

كل ذلك يحدث ونحن مهووسون بالبحث عن امتلاك زمام المبادرة أمام النص لنحرّك وجهة العدسة لالتقاط العبارات والمعاني التي أراد الكاتب ايصالها.

عندها لن نقف عاجزين عن التقاط المدهش والمثير الذي حرك الرغبة لاكتشاف المزيد من الروعة والجمال فيما حولنا.

أو أصابنا بالخيبة نتيجة صعقنا بكم وافر من المشاعر المتناثرة والاحاسيس المجروحة التي صفعت صمتنا تجاه الأشياء.

وعدم احتساب قيمة الأشياء داخل الوعي وتجاهلنا لكثير من مجريات الأحداث فيما حولنا.

فأهمية الأشياء في حياتنا تحدد حاجتنا إليه.

هذا ما يحدث عندما نقرر نسيان أو تناسي أو تجاهل ما نعتقد عدم أهميته.

فقد يمثل للآخرين ركيزة ودعامة من دعائم حياتهم.


 أتمنى على القارئ مضاعفة جهده لفهم النص ، دون تقييد حريته، ومنحه يقظة داخل الوجدان.

النصوص لها مداخل ومخارج داخل أفاق الكتابة، فالاختيار الجيد لابد أن يكون صفة ملازمة لكلّ قارئ، يختار ما يناسب ذوقه وطموحه في الحياة.

والا يسمح للنص والناص فرض سيطرته ورقابته عليه. إنما القارئ من يحدد اتجاه القراءة نحوه. واتجاه الفكرة ؛ إضافة وتعديل ومراجعة كلّ ما من شأنه أن يتنافى مع ثقافته _ يتم هذا داخلياً في وعي القارئ_

لا أنصح القارئ أبداً بتسليم إرادته للنص والناص معاً ، بل اقتفاء أثرهم داخل مخيلته، واختزال ما يراه مناسباً.

فحسن الاختيار من القارئ للنص ضرورة من الضرورات التي يدعو لها الكاتب دوماً.


افرض نفسك على النص، قاوم بشدة تسليم إرادتك للنص السيء لأنه لا يستحق أدنى التفاته.

كلّ ما من شأنه أن يتدفق إلى عقلك الباطن سيبقى أبد الدهر ، لن تمحوه السنين، ابقى مع النص الجيد ، عش تجربته وانفعالاته.



 نصائح للمبتدئين في الكتابة

 

لا تبحثوا عن الشفقة من القراء ، قاموا عجزكم وضعفكم بالاعتماد على أنفسكم _ بعد العون من الله سبحانه وتعالى_ لا تطلب ذلك عنوة من أحد.


تجنبوا الخوض في تفاصيل لاتهم أحداً سواكم بعيدة عن روح الأبداع والعمل الأدبي.


تتبعوا خُطاكم داخل النصوص ، قاوموا الزلل والخلل الذي ينتج من كثرة تدفق الأفكار.


ابعدوا الأفكار السلبية التي تعلق بأذهانكم لحظات الإبداع.


ابحثوا عن الحس الوجودي والشعوري داخل التجربة ، فمن الابتذال في الكتابة تسول المشاعر والعواطف من القراء.


ابنوا قوانينكم الخاصة للأبداع وطوروها باستمرار.



تجنبوا الوقوع في مزالق الكتابة ، فالكتابة قد تجر الكاتب نحو أمور وقضايا شائكة.


اياكم والاندماج مع خواطركم غير المستساغة والتجارب غير الناضجة للأبداع.


جربوا مراراً وتكراراً الكتابة ثم فكروا بالنشر.


اسسوا قواعدكم الخاصة بكم ولا تسرفوا  في اقتفاء كل أثر، بل ازرعوا بذور الثقة بذاتكم. 


 يريد القارئ أسباب تُعينه وتقّويه على معنى وفعل القراءة.

فالقراء يختلفون باختلاف قراءتهم والكتب التي يقروأنها، فلكل قارئ عالمه الذي يطمح إليه.


فالقارئ الذي ينصت باهتمام لما كُتب لا يعنيه أمر القراءة  بقدر ما يريد الحصول عليه ،معرفة أو فضول  أورغبة تسيطر عليه أثناء القراءة، يريد اثبات ملكية ذلك الشيء الذي يبحث عنه.


توجد أسباب متعددة لقراءات مختلفة. فالقراءات المتعددة تفرز خيارات متنوعة ، وبإمكان القارئ أن يبحث عن ما يعنيه داخل السطور.


النص والقارئ

 تداخل الانفعال بين النص والقارئ


يأخذنا القاص في رحلة داخل الأعماق لنكتشف جزء من الحقيقة المغيبة عن أذهاننا.

ونكف عن مسايرة رغباتنا في التخلص منها، لنحوّل دفة الصراع مع العالم الخارجي باتجاه ذاتنا.

فهناك في الأعماق ما يثير الدهشة ، وحرى أن نبحث عنه وأن نفتش في البقايا عن لحظات صمت تركت معلقة، وعن فراغ يحيط بالحياة.

ويجمد المشاعر ، فراغ لم نستطيع تفكيك رموزه وحل عناصره.

لعله يحمل الكثير من الحلول لمشاكل تؤرقنا وتثقل كواهلنا.