الكتابة والكاتب

 ترجمة المشاعر إلى كلمات تأخذ وقت مع الانسان حتى يجيد صياغة ذاته في عبارات وترجمة احاسيسه لجمل يستطيع قراتها كما ترد الى روحه ويقرأها الاخرون كذلك . كل ذلك الوقت وهو ينمي احساسه ، يتعرف خلال مسيرته الكتابية على أصوات تشبهه ، تم يبدأ في صناعة صوته الداخلي الذي لا يشبه أحداً  تمتزج روحه مع أرواح مشابهه له حتى يتيقن من نغمات روحه الخاصة .

متفرقات

 المكان في الرواية

المكان عالَم بمواصفات خاصة يضعها القاص أو يفرضها الحدث.

المكان في الرواية كالقرية المدفونة أو المدينة المنعزلة عندما يكتشفها عقل القاص يعمل على اظهارها وابرازها بالشكل الذي يتناسب مع مستوى العمل الأدبي.

____________ 


بناء الحدث داخل وعي القاص


رؤية القاص للحدث تكبر وتصغر داخل النص بناء على رؤية القاص واعتقاده حول أهمية هذا الحدث.

فالأحداث متراصة أمام الجميع ، لكن الحاسة اللاقطة المتوفرة عند الأديب سهلت سرعة استجابته للموقف وتأثره به.

____________ 


النص بتفاعله مع بيئة الفرد الفكرية والتنظيمية  يتفاعل مع قوانين وقواميس الحياة.

اختزال النص في بقعة ما ، رأي أو زاوية من زوايا الحياة تهدد أمنه وبقاؤه ، تجعله جامد لا يحرك الحياة.

فالنصوص لا تفقد حيويتها بانتهاء الزمان والمكان الذي ولدت فيه بل تمتد إلى أجيال متعاقبة. 


القراءة بُعد آخر للنص

 تختلط عناصر النص مع بعضها لتتحد ذراته مع ذات الناقد.

فتحس بحالة ابتعاد النص عن الناص واقترابه من الناقد.

هذا يحيل القارئ إلى الاندماج في القراءة النقدية ، وفي الدور الذي رسمه له الناقد ليبني صوره ورؤياه من خلاله.

والواقع أن على القارئ اكتشاف النصوص بنفسه ولا مانع في بعض الأحيان من الاستعانة  بآراء الناقد ، لا تكون من أجل الحصول على نتيجة نهائية حول النص بل لمعرفة استقراءات متعددة حول النص وفهم بعض ما يشكل على القارئ .

فالرأي حول النص مُلك للقارئ  ، فقد تتمثل صور في مخيلته تختلف عمّ  قراءه من الناقد.


الأمان

الأمان مثل سفينة تحافظ على توازنك وسط المحيط

،،،

هناك كلمات تظل مطوية داخل روحك  

،،، 

احذر ممن يجمع بين المتناقضات لا تعلم متى سيقف ضدك!

،،،

ما أفضع ما يحدث خلف الكلمات


الواقع والكتابة

بين حياة الواقع وحياة الكتابة خيط رفيع لا يتمكن من رؤيته إلا من أوتي بصيرة نافذة في الحكم على الأشياء (توفيق من الله ) وخرق للقوانين التي تحكم العالم.

لا تتشابه القوانين ما بين عالم الكتابة والوقع .

في الكتابة تستطيع التعايش مع مختلف الأوضاع والصعوبات التي تظهر لك وتواجهها بحدسك. 

بينما في الواقع الوضع مختلف ، فالقوانين السائدة التي تحكم أي مجتمع أو عالم لا يمكن تغييرها بين لحظة وأخرى ، بل يتطلب الأمر بضع سنوات أو عقود حتى يتم الأمر بالصورة المأمولة .

فالواقع يفرض قوانينه ودوافعه على الإنسان . بينما في الكتابة أنت تفرض قوانينك وأحكامك الخاصة بك.

تصف الحياة داخل الكتابة والحياة في الواقع ولا يعني ذلك أن تصف  جدية الأفكار المطروحة  في موضوعات الكتابة من حيث تقييمها أو سلوك منشئِيها بل الجانب مختلف تماماً .

فعوالم الكتابة معنية باكتشاف وسبر أغوار العوالم الداخلية للنفس البشرية  وتفاعلاتها المختلفة مع شتي صور الحياة وتقلباتها، والنوازع التي تغلف سلوك الأفراد وتتحكم  في ميولهم ورغباتهم. كل ذلك العالم يتشكل بين يدي الكاتب والقاص لينسج مواده البنائية  من عناصر الإنسان المتشكلة من هويته وطبيعة الموجودات  من حوله . وفي الواقع لا تستطيع نسج حياتك أو حياة الآخرين  وفق ميول ورغبات تمتلكها  بل الجميع يتعايش وفق قوانين معتادة ومذاهب متعارف عليها والتغيرات الحاصلة تحدث على فترات متباعدة .


وحدي في المطر (١)

وحدي في المطر

على حافة وجداني أسيل

تقطفني ثمار

الغربة

٠٠٠٠٠


انتظار

سأمنح الوقت بضع

انتظار

ليهطل نيسان

وتتعطل حواس الكون

دون أن تسقط في متاهة الربيع

ودون أن يقتسمنا الزمن!

٠٠٠٠٠


تتكاثف الأحزان

يتكوم الجو على نفسه

وقريباً

سيهطل المطر


٠٠٠٠٠


يالقلبي الجريح 

يتمدد على المسافات

ليقطع أنفاسه

نشيج الوقت

٠٠٠٠٠

دع اللحظات

تمر دون أن تعبأ 

أنفاسك

من صهيلها


٠٠٠٠٠

ما أشد الظلمة اليوم

سيعبر العالم جسري

ويتمدد السكون

فوق آفاقي

٠٠٠٠٠

لاتدع القصيدة ترحل

دون وداع

لا تصمت العصافير بحضرة

الإنتظار


٠٠٠٠٠

اتصفح ذاكرتي كل مساء

ليحل الخلود في 

سمائي

٠٠٠٠٠

سيغادرنا الفجر حاملاً

ظله معه

تتكسر أغصانه على أعتاب

ورق الصفصاف


٠٠٠٠٠

تعانقني لحظات بائسه

انطلت عليها حيلة الاستسلام

المقيت

٠٠٠٠٠

لن ينتظر المساء طويلاً

سرعان ما يغادر

بلا شفقة ولا رحمة

بعد أن يطبع قبلة على

وجه القمر


٠٠٠٠٠


الزمن لا يعترف بالهزيمة

يظل يدور حول ذاته

يلتف حول وطنه

٠٠٠٠٠


تتوحد روحك مع الأشياء

تنهال معاني الحياة

ليبتعد طائر النورس عن مهجره


٠٠٠٠٠  


من العتمة تولد الدلالات

وتنشط العقالات

وتستفيق الرجاءات

٠٠٠٠٠

بصمت يحنو علىّ الخريف

يهلل أوراقه.. ويختبئ خلف

جداول النسيان


٠٠٠٠٠


تنقسم اللحظة على ذاتها

لتعود تبني جدرانها.. فوق

نافذتي

٠٠٠٠٠


يحتويني ملل قارس


يقعد أمنياتي


٠٠٠٠٠


عندما ينزفنا الألم

تدخل في عربته كل

مواجعنا


٠٠٠٠٠


ستغادرك السنابل


وترحل العصافير من دمي


 

حول الكتابة

 الإبداع أن تدخل عالم غامض عنك ، لا تدري ما الذي يوجد بداخله ، لا تعرف تفاصيل العمل الذي تنشئه مثل الصياد الذي يرمي صنارته ولا يعرف ماذا سيصطاد ربما سيعلق بصنارته ؛ مسمار أو جزرة أو حتى رنجة حمراء .

كذلك الكاتب سطر واحد يومض في عقله ثم يمسك قلمه ولا يدري أن ستوصله الكلمات . والأفكار تبدو في مخيلته كقطع النحاس المتناثرة  عليه تجميعها  وتشكيلها بما يتناسب  مع شكل المنتج النهائي للفكرة .

وكل كاتب يتفاعل مع الفكرة من الزاوية التي تورد إلى  ذهنه.

قد يتعثر مشروع الفكرة ويتخذ له مجرى مختلف عما أراد له الكاتب ، مثل السيل يرتطم بصخور ويغير مساره كذلك النص يتشعب ويتفرع بين يدي كاتبه . وأحيانا لا يملك الناص حلول سحريه لتحديد هوية النص. 

فالكاتب يعيش بخياله على الورق ويقتطع جزء من ذاكرته ومشاريعه الذاتية وأفكاره لتندمج داخل نصوصه

الكتابة تنبع من احساس الكاتب وشعوره وانفعالاته وكل ما يحيط به من دوائر حياتيه وذهنية، وكل دائرة تشكل هوية لكتاباته.