أوراق ملونة
مدونة أدبية
خاطرة
تمر بسلاسل مختلفة متنوعة من الأفكار على مدار حياتك ، وكل سلسلة تلقي مفاتيحها داخل كلماتك.
وكتاباتك تتشكل وفقا لمعتقداتك وثقافتك.
تكتب ملئ بحس اللحظة التي تعبئ وجودك ، وتملأ إرادتك.
مرات تشعر بأنك تطرق على الحديد لتنحت الحروف التي تملأ أعماقك.
وآخرى تنقش على الخشب ؛ ذاتك لتنطق الكلمات بعمق اللحظة.
في كل مرحلة من مراحل الكتابة تلتفت وراءك لتري التباين الشاسع بين مرحلة و التالية من حياتك.
في الكتابة ترتقي سلالم متعددة. البداية كانت صخب وضجيج الأعماق وفورة الكتابة بدون وجهة معينة ، وإنما تفريغ طاقة الكتابة ، تقدح زناد الحروف فتشتعل الكلمات على الورق.
ثم تتضح أمامك الرؤية وتتفتح أبواب عديدة ، بعد أن يتراخى الموج تدخل أعماقه تسير في خطوات متوازية لتضبط ايقاع الحياة داخل ذاكرتك .
أتمنى على القارئ مضاعفة جهده لفهم النص ، دون تقييد حريته، ومنحه يقظة داخل الوجدان.
النصوص لها مداخل ومخارج داخل أفاق الكتابة، فالاختيار الجيد لابد أن يكون صفة ملازمة لكلّ قارئ، يختار ما يناسب ذوقه وطموحه في الحياة.
والا يسمح للنص والناص فرض سيطرته ورقابته عليه. إنما القارئ من يحدد اتجاه القراءة نحوه. واتجاه الفكرة ؛ إضافة وتعديل ومراجعة كلّ ما من شأنه أن يتنافى مع ثقافته _ يتم هذا داخلياً في وعي القارئ_
لا أنصح القارئ أبداً بتسليم إرادته للنص والناص معاً ، بل اقتفاء أثرهم داخل مخيلته، واختزال ما يراه مناسباً.
فحسن الاختيار من القارئ للنص ضرورة من الضرورات التي يدعو لها الكاتب دوماً.
افرض نفسك على النص، قاوم بشدة تسليم إرادتك للنص السيء لأنه لا يستحق أدنى التفاته.
كلّ ما من شأنه أن يتدفق إلى عقلك الباطن سيبقى أبد الدهر ، لن تمحوه السنين، ابقى مع النص الجيد ، عش تجربته وانفعالاته.
كثير من الخيوط
كثير من الخيوط تتلاقى داخل النص، كثير من الأمور تتقاطع وتتضح عند رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
تعثر داخل النص على أحلام موءودة ، تتحسس بكلتا يديك جدار تلك الأبنية المهشمة
التي تضم بين جنباتها الكثير من الأحلام والطموحات التي أرهقت أصحابها، وهشمت نفوسهم.
قد تتحسن صور المستقبل أمامك، وقد تنعدم الرغبة لديك وتضمحل قرارات كنت بصدد اتخاذها.
تتخاذل أمامك كثير من الفرص ، بنية النص شديدة التعقيد حيال خيالك الواسع ، فهي تمر من خلاله، فتضيق أمور وتفتح أفق واسع لأمور هامشية.
نصائح للمبتدئين في الكتابة
لا تبحثوا عن الشفقة من القراء ، قاموا عجزكم وضعفكم بالاعتماد على أنفسكم _ بعد العون من الله سبحانه وتعالى_ لا تطلب ذلك عنوة من أحد.
تجنبوا الخوض في تفاصيل لاتهم أحداً سواكم بعيدة عن روح الأبداع والعمل الأدبي.
تتبعوا خُطاكم داخل النصوص ، قاوموا الزلل والخلل الذي ينتج من كثرة تدفق الأفكار.
ابعدوا الأفكار السلبية التي تعلق بأذهانكم لحظات الإبداع.
ابحثوا عن الحس الوجودي والشعوري داخل التجربة ، فمن الابتذال في الكتابة تسول المشاعر والعواطف من القراء.
ابنوا قوانينكم الخاصة للأبداع وطوروها باستمرار.
تجنبوا الوقوع في مزالق الكتابة ، فالكتابة قد تجر الكاتب نحو أمور وقضايا شائكة.
اياكم والاندماج مع خواطركم غير المستساغة والتجارب غير الناضجة للأبداع.
جربوا مراراً وتكراراً الكتابة ثم فكروا بالنشر.
اسسوا قواعدكم الخاصة بكم ولا تسرفوا في اقتفاء كل أثر، بل ازرعوا بذور الثقة بذاتكم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)