الواقع والكتابة

بين حياة الواقع وحياة الكتابة خيط رفيع لا يتمكن من رؤيته إلا من أوتي بصيرة نافذة في الحكم على الأشياء (توفيق من الله ) وخرق للقوانين التي تحكم العالم.

لا تتشابه القوانين ما بين عالم الكتابة والوقع .

في الكتابة تستطيع التعايش مع مختلف الأوضاع والصعوبات التي تظهر لك وتواجهها بحدسك. 

بينما في الواقع الوضع مختلف ، فالقوانين السائدة التي تحكم أي مجتمع أو عالم لا يمكن تغييرها بين لحظة وأخرى ، بل يتطلب الأمر بضع سنوات أو عقود حتى يتم الأمر بالصورة المأمولة .

فالواقع يفرض قوانينه ودوافعه على الإنسان . بينما في الكتابة أنت تفرض قوانينك وأحكامك الخاصة بك.

تصف الحياة داخل الكتابة والحياة في الواقع ولا يعني ذلك أن تصف  جدية الأفكار المطروحة  في موضوعات الكتابة من حيث تقييمها أو سلوك منشئِيها بل الجانب مختلف تماماً .

فعوالم الكتابة معنية باكتشاف وسبر أغوار العوالم الداخلية للنفس البشرية  وتفاعلاتها المختلفة مع شتي صور الحياة وتقلباتها، والنوازع التي تغلف سلوك الأفراد وتتحكم  في ميولهم ورغباتهم. كل ذلك العالم يتشكل بين يدي الكاتب والقاص لينسج مواده البنائية  من عناصر الإنسان المتشكلة من هويته وطبيعة الموجودات  من حوله . وفي الواقع لا تستطيع نسج حياتك أو حياة الآخرين  وفق ميول ورغبات تمتلكها  بل الجميع يتعايش وفق قوانين معتادة ومذاهب متعارف عليها والتغيرات الحاصلة تحدث على فترات متباعدة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق