نصوصك القديمة

تقرأ نصوصك القديمة كغريب يقف على عتبة الباب.

لا تتعرف عليك كلماتك التي خرجت من روحك يوماً ما، ولاتتعرف أنت على حقيقة المشاعر التي سكنت بداخلها.


تُمسك مشاعرك بيدك لترى للحظة مقدار المسافة التي قطعتها كلماتك  بين الأمس واليوم.


لمجال للمقارنة ، الماضي شبه عدم  لا تسطيع إيقاظ حسه داخل شعورك مهما كانت ذاكرتك حديدية ، لن يظهر كقطعة واحدة بل عدة أجزاء متناثرة من صور مختلفة.


والهامش سيختفي خلف ظلال الكلمات ، لن تتعرف عليه ولن تدرك ملامحه التي غيرها الزمن كما غيرك أنت.


مصادفة عجيبة أن تجد أوراق قديمة كتبتها ، لتجد صدى غربتك تنبعث من مسامها وهمسات لا تعيها.

ألم تكن إرادتك التي تنهدت فوق غصون الكلمات واحتضن بوحها وجع السنين، وألمك الذي نزفته وصراعك اللامنتهي مع العالم والأشياء.


أين كل ذلك؟! لقد رحل بضغطة زر من الذاكرة الموجوعة ، التي لم تعد تأبه لشيء  ولاتحتفظ بشيء  كان حياة في يومٍ ما.

 

كتب للقراءة

هل جميع الكتب على درجة واحدة من الوعي وحسن الاستبصار ليقرأها الجميع؟

دون أن تتلون عقولهم بآراء وأفكار منتجيها.

بالطبع لا، حتى الكتب ذات القيمة العالية لا تقرأ إلا في  أوقات عمرية مناسبة.


فلكل مرحلة عمرية ما يناسبها من القراءة، ولكل مستوى فكري وثقافي  ما يؤهله لخوض لجج القراءة.


ليس على الفتيان والناشئة مجاراة الكبار في تلقف تلك الكتب وقراءتها ، لإن النضوج العقلي لديهم غير مكتمل ليجازفوا بقراءتها.


والزج بعقولهم في قراءة الكتب الفكرية والفلسفية تعيق تقدمهم الفكري ، وتصب قوالب جامدة داخل أذهانهم.


ينمو الفكر والعقل مثلما ينمو الجسد ، فما يناسب مرحلة لا يناسب غيرها.

والكتب ذات الفكر العميق في الغالب يغلب عليها أحادية النظرة ، ومن الصعوبة أن يتعالق معها فكروفهم  الناشئ.


وتجعله أسير نظرتها التي بنيت على مستوى معين من الفهم فلن يتخلص من تبعية ذلك.

بينما يدع فكره وعقله بين يدي الكتب السهلة البسيطة التي ترّوح عن النفس ، وتكسبه معلومات ومعارف تناسبه.

وتنمي احساسه الفني بالذوق الأدبي والجمال ، ويكتسب قيم الحياة ، ويعي شيئاً من قوانينها.

ثم بعد أن يشب ويتعمق في القراءة ويصبح لديه فكره الخاص عندها يستطيع قراءة تلك الكتب ذات الفكر العميق والأثر الخالد.


نصوص ابداعية

 تقتص الشمس

جزء من جدائلها

لينمو بين أصابعها

كهف من

الغرق

●●●●


يتدفق شلال 

النهر

وأصابعه تسكن

حواف الجرف 


●●●●


يالاظلام اللحظة

التي تتكئ

على أوردتي


●●●●


طائر الكراكي

ينبش أعماق

الليل

وينهش في اللغة

ألف صوت


فضاء النص٢

 تنهال معاني النص وتتقاطع مع محاور الواقع لتعبأ الحياة الخاصة داخل ذاكرة المتلقي،فيستفيق المكان والزمان داخل وعيه.


يشتغل القاص كثيراً على المعاني الإيحائية التي تثيرها ألفاظ ومعاني النص، لتصل إلى مستوى شعوري عالٍ عند المتلقي، فيتلقفها ويمتد الشعور متصل بين الطرفين.


عندما لا يتمكن هذا المستوى الشعوري من الصعود داخل النص، سيكف القارئ عن متابعة الحدث، ويتوقف عن القراءة، لإن علاقة التوحد مع النص  ستنقطع، وينفصل الوعي الشعوري مابين النص والمتلقي.


كثافة الحس تغطي مساحة السياق لينمو داخل وجدان المتلقي والقاص معاً، ، فكلاهما يساهمان في بناء وحدة النص.


توقيعات

 تطير

أسراب الخطايا

يتوجع 

العالم.. يتأوه

الألم

••• 

أشفق

على المدى

من 

ساعة الهذيان

••• 


برفق

ينام العالم

على

يدي لتصحو

السنابل



ماهية الشعور

 يفتقد الإنسان لماهية الشعور الذي يرافقه طوال الوقت.

يعجز أحياناً عن تحديد فكرة جالت بخاطره، فلايدرك حقيقة أبعادها.

فكرة عبرت الخاطر، واستقرت في الذهن، وارتسمت في الوجدان يترصدها ؛ ولايعي وجودها.


فكيف يتعايش معها؟ ويتخذ موقف حيالها.

الأفكار مثل القرارات نعجز أحياناً عن اتخاذها ووصفها، لإن صورتها لا تكون واضحة أمامنا، وتختفي خلف عدة طرق ، لا نستطيع بمفردنا اكتشافها.

فالقراءة تساعدك على تنمية حواسك في استرشاد مسارات الأفكار

وتساندك في جلبها واستخلاصها من بين أعمدة الوعي.

تفتقر في بعض الأوقات للدقة في تنظيم المشهد داخل عقلك

وتحديد الزاوية الصحيحة للموقف الذي تقوم عليه نظرتك

باتجاه الأشياء.

تتفاجأ مرات بأن الصورة تضخمت أكثر من اللازم، أو أصبح

المشهد باهت واضمحل وتلاشى، بفعل التقديرات التي يخضع 

لها حدسنا، وكمية الحقائق المتوفرة.

فقد لا تطابق الحدث ، فيصبح الشعور عالة عليها

يمرر من خلالها كثير من الأمور والأشياء التي لم

تدر في حسابك، ولم تخطر على بالك.

فقد كنت تظن أن اللحظة هي ما تشعر به، لتكتشف بأن

للحظات أبواب وجهات آخرى مؤصدة، غير التي طرقتها داخل 

عقلك.