كتب للقراءة

هل جميع الكتب على درجة واحدة من الوعي وحسن الاستبصار ليقرأها الجميع؟

دون أن تتلون عقولهم بآراء وأفكار منتجيها.

بالطبع لا، حتى الكتب ذات القيمة العالية لا تقرأ إلا في  أوقات عمرية مناسبة.


فلكل مرحلة عمرية ما يناسبها من القراءة، ولكل مستوى فكري وثقافي  ما يؤهله لخوض لجج القراءة.


ليس على الفتيان والناشئة مجاراة الكبار في تلقف تلك الكتب وقراءتها ، لإن النضوج العقلي لديهم غير مكتمل ليجازفوا بقراءتها.


والزج بعقولهم في قراءة الكتب الفكرية والفلسفية تعيق تقدمهم الفكري ، وتصب قوالب جامدة داخل أذهانهم.


ينمو الفكر والعقل مثلما ينمو الجسد ، فما يناسب مرحلة لا يناسب غيرها.

والكتب ذات الفكر العميق في الغالب يغلب عليها أحادية النظرة ، ومن الصعوبة أن يتعالق معها فكروفهم  الناشئ.


وتجعله أسير نظرتها التي بنيت على مستوى معين من الفهم فلن يتخلص من تبعية ذلك.

بينما يدع فكره وعقله بين يدي الكتب السهلة البسيطة التي ترّوح عن النفس ، وتكسبه معلومات ومعارف تناسبه.

وتنمي احساسه الفني بالذوق الأدبي والجمال ، ويكتسب قيم الحياة ، ويعي شيئاً من قوانينها.

ثم بعد أن يشب ويتعمق في القراءة ويصبح لديه فكره الخاص عندها يستطيع قراءة تلك الكتب ذات الفكر العميق والأثر الخالد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق