نصوصك القديمة

تقرأ نصوصك القديمة كغريب يقف على عتبة الباب.

لا تتعرف عليك كلماتك ، التي خرجت من روحك يوماً ما، ولاتتعرف أنت على حقيقة المشاعر التي سكنت بداخلها.


تُمسك مشاعرك بيدك ، لترى للحظة مقدار المسافة التي قطعتها كلماتك  بين الأمس واليوم.


لمجال للمقارنة ، الماضي شبه عدم  لا تسطيع إيقاظ حسه داخل شعورك، مهما كانت ذاكرتك حديدية ، لن يظهر كقطعة واحدة ، بل عدة أجزاء متناثرة من صور مختلفة.


والهامش سيختفي خلف ظلال الكلمات ، لن تتعرف عليه، ولن تدرك ملامحه التي غيرها الزمن، كما غيرك أنت.


مصادفة عجيبة أن تجد أوراق قديمة كتبتها ، لتجد صدى غربتك تنبعث من مسامها، وهمسات لا تعيها.

ألم تكن إرادتك التي تنهدت فوق غصون الكلمات، واحتضن بوحها وجع السنين، وألمك الذي نزفته، وصراعك اللامنتهي مع العالم والأشياء.


أين كل ذلك؟! لقد رحل بضغطة زر من الذاكرة الموجوعة ، التي لم تعد تأبه لشيء ، ولاتحتفظ بشيء  كان حياة في يومٍ ما.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق