الخوف من القراءة

 
بدأتُ حياتي كقارئة جذبني إليها حبُّ الاطلاع 
 استمرت  تلك الهواية مع الأيام والسنين رغم مقاطعتي  للقراءة في أحايين كثيرة ، كلما نفد مخزون القراءة عدت إليها من جديد ، وهكذا توالت علىّ السنين مع الكتب .

 
عند اشتداد عود الإنسان في القراءة يصبح من العسير عليه قراءة كل ما يجده بين يديه بل يتريث ويتردد قبل أن يُقْدم على القراءة ، فقراءة كل شيء لا تناسب المرحلة التي وصل إليها في القراءة.
 
 تبدأ عمليه اختيار صعبة للمقروء فذائقتك  وميولك القرائية لم تعد كالسابق تقرأ كل ما تقع عليه عيناك بل أصبحت ذاكرتك انتقائية لما يعرض عليها من أفكار ورؤى ، تشعر بأنه من الصعب تقبّل فكرة ما  لمجرد أِنها قيلت وانتشرت وأنت تراها عكس ذلك
 الميول القرائية تضعك في حيز معين من المعرفة  تتقبل وجهات النظر لكنك لا تريد أن تغامر بمعرفة لا تدرك مداها وأثرها في نسق حياتك .
 
لا اصعّب الأمر على القرّاء ، بل الذائقة القرائية  تصبح أكثر انتقائية للمقروء. تحاول أن تجعل نفسك على سجيتها في القراءة فيحال بينك وبين القراءة سدود سابقة  اقامتها قراءتك وأفكارك التي لم تعد تستجيب لأفكار لا تناسبك ، لا أبالغ إن قلت أن الخوف من القراءة يتردد عليك كثيراً،  تقرأ بنبرة داخليه مترددة ومتشككة حول ما تقرأه، هل ما تقرأه قادر على اعادة تشكيل أفكارك من جديد؟ تخاف من أن تهدم القراءة ما امضيت سنوات في بنائه،  أن تتكسر حواجز بداخلك،   أن تصبح   الأفكار بداخلك متضاربة أن تفقد الأشياء  قيمتها أن ينطفئ نور أن تتبدد مشاعر تحصل عليها من قراءة استثنائية ، تريد أن تمضي بسلام مع قراءة لا تشتتك ، لا تثير عجاجاً يغبّر رؤيتك تريد أن تمسك زمام الأمور بيديك ولا تترك للقراءة مجال أن تتلاعب بك .
 

الكتابة والكاتب

 ترجمة المشاعر إلى كلمات تأخذ وقت مع الانسان حتى يجيد صياغة ذاته في عبارات وترجمة احاسيسه لجمل يستطيع قراتها كما ترد الى روحه ويقرأها الاخرون كذلك . كل ذلك الوقت وهو ينمي احساسه ، يتعرف خلال مسيرته الكتابية على أصوات تشبهه ، تم يبدأ في صناعة صوته الداخلي الذي لا يشبه أحداً  تمتزج روحه مع أرواح مشابهه له حتى يتيقن من نغمات روحه الخاصة .

متفرقات

 المكان في الرواية

المكان عالَم بمواصفات خاصة يضعها القاص أو يفرضها الحدث.

المكان في الرواية كالقرية المدفونة أو المدينة المنعزلة عندما يكتشفها عقل القاص يعمل على اظهارها وابرازها بالشكل الذي يتناسب مع مستوى العمل الأدبي.

____________ 


بناء الحدث داخل وعي القاص


رؤية القاص للحدث تكبر وتصغر داخل النص بناء على رؤية القاص واعتقاده حول أهمية هذا الحدث.

فالأحداث متراصة أمام الجميع ، لكن الحاسة اللاقطة المتوفرة عند الأديب سهلت سرعة استجابته للموقف وتأثره به.

____________ 


النص بتفاعله مع بيئة الفرد الفكرية والتنظيمية  يتفاعل مع قوانين وقواميس الحياة.

اختزال النص في بقعة ما ، رأي أو زاوية من زوايا الحياة تهدد أمنه وبقاؤه ، تجعله جامد لا يحرك الحياة.

فالنصوص لا تفقد حيويتها بانتهاء الزمان والمكان الذي ولدت فيه بل تمتد إلى أجيال متعاقبة. 


القراءة بُعد آخر للنص

 تختلط عناصر النص مع بعضها لتتحد ذراته مع ذات الناقد.

فتحس بحالة ابتعاد النص عن الناص واقترابه من الناقد.

هذا يحيل القارئ إلى الاندماج في القراءة النقدية ، وفي الدور الذي رسمه له الناقد ليبني صوره ورؤياه من خلاله.

والواقع أن على القارئ اكتشاف النصوص بنفسه ولا مانع في بعض الأحيان من الاستعانة  بآراء الناقد ، لا تكون من أجل الحصول على نتيجة نهائية حول النص بل لمعرفة استقراءات متعددة حول النص وفهم بعض ما يشكل على القارئ .

فالرأي حول النص مُلك للقارئ  ، فقد تتمثل صور في مخيلته تختلف عمّ  قراءه من الناقد.


الأمان

الأمان مثل سفينة تحافظ على توازنك وسط المحيط

،،،

هناك كلمات تظل مطوية داخل روحك  

،،، 

احذر ممن يجمع بين المتناقضات لا تعلم متى سيقف ضدك!

،،،

ما أفضع ما يحدث خلف الكلمات


الواقع والكتابة

بين حياة الواقع وحياة الكتابة خيط رفيع لا يتمكن من رؤيته إلا من أوتي بصيرة نافذة في الحكم على الأشياء (توفيق من الله ) وخرق للقوانين التي تحكم العالم.

لا تتشابه القوانين ما بين عالم الكتابة والوقع .

في الكتابة تستطيع التعايش مع مختلف الأوضاع والصعوبات التي تظهر لك وتواجهها بحدسك. 

بينما في الواقع الوضع مختلف ، فالقوانين السائدة التي تحكم أي مجتمع أو عالم لا يمكن تغييرها بين لحظة وأخرى ، بل يتطلب الأمر بضع سنوات أو عقود حتى يتم الأمر بالصورة المأمولة .

فالواقع يفرض قوانينه ودوافعه على الإنسان . بينما في الكتابة أنت تفرض قوانينك وأحكامك الخاصة بك.

تصف الحياة داخل الكتابة والحياة في الواقع ولا يعني ذلك أن تصف  جدية الأفكار المطروحة  في موضوعات الكتابة من حيث تقييمها أو سلوك منشئِيها بل الجانب مختلف تماماً .

فعوالم الكتابة معنية باكتشاف وسبر أغوار العوالم الداخلية للنفس البشرية  وتفاعلاتها المختلفة مع شتي صور الحياة وتقلباتها، والنوازع التي تغلف سلوك الأفراد وتتحكم  في ميولهم ورغباتهم. كل ذلك العالم يتشكل بين يدي الكاتب والقاص لينسج مواده البنائية  من عناصر الإنسان المتشكلة من هويته وطبيعة الموجودات  من حوله . وفي الواقع لا تستطيع نسج حياتك أو حياة الآخرين  وفق ميول ورغبات تمتلكها  بل الجميع يتعايش وفق قوانين معتادة ومذاهب متعارف عليها والتغيرات الحاصلة تحدث على فترات متباعدة .


وحدي في المطر (١)

وحدي في المطر

على حافة وجداني أسيل

تقطفني ثمار

الغربة

٠٠٠٠٠


انتظار

سأمنح الوقت بضع

انتظار

ليهطل نيسان

وتتعطل حواس الكون

دون أن تسقط في متاهة الربيع

ودون أن يقتسمنا الزمن!

٠٠٠٠٠


تتكاثف الأحزان

يتكوم الجو على نفسه

وقريباً

سيهطل المطر


٠٠٠٠٠


يالقلبي الجريح 

يتمدد على المسافات

ليقطع أنفاسه

نشيج الوقت

٠٠٠٠٠

دع اللحظات

تمر دون أن تعبأ 

أنفاسك

من صهيلها


٠٠٠٠٠

ما أشد الظلمة اليوم

سيعبر العالم جسري

ويتمدد السكون

فوق آفاقي

٠٠٠٠٠

لاتدع القصيدة ترحل

دون وداع

لا تصمت العصافير بحضرة

الإنتظار


٠٠٠٠٠

اتصفح ذاكرتي كل مساء

ليحل الخلود في 

سمائي

٠٠٠٠٠

سيغادرنا الفجر حاملاً

ظله معه

تتكسر أغصانه على أعتاب

ورق الصفصاف


٠٠٠٠٠

تعانقني لحظات بائسه

انطلت عليها حيلة الاستسلام

المقيت

٠٠٠٠٠

لن ينتظر المساء طويلاً

سرعان ما يغادر

بلا شفقة ولا رحمة

بعد أن يطبع قبلة على

وجه القمر


٠٠٠٠٠


الزمن لا يعترف بالهزيمة

يظل يدور حول ذاته

يلتف حول وطنه

٠٠٠٠٠


تتوحد روحك مع الأشياء

تنهال معاني الحياة

ليبتعد طائر النورس عن مهجره


٠٠٠٠٠  


من العتمة تولد الدلالات

وتنشط العقالات

وتستفيق الرجاءات

٠٠٠٠٠

بصمت يحنو علىّ الخريف

يهلل أوراقه.. ويختبئ خلف

جداول النسيان


٠٠٠٠٠


تنقسم اللحظة على ذاتها

لتعود تبني جدرانها.. فوق

نافذتي

٠٠٠٠٠


يحتويني ملل قارس


يقعد أمنياتي


٠٠٠٠٠


عندما ينزفنا الألم

تدخل في عربته كل

مواجعنا


٠٠٠٠٠


ستغادرك السنابل


وترحل العصافير من دمي