الوعي والعاطفة

 

هناك انفصال تام ما بين الوعي والعاطفة كلاهما يسيران في خط مستقيم بجانب الاخر.

لكنهما لا يتقابلان مطلقاً في نقطة أثناء الكتابة.

الأمور الانفعالية قواعدها لا تطابق قوانين العقل البشري، فالعقل ينظر بالمنطق ويحدد هوايته قوانين الطبيعة.

بينما الانفعال يقتسم مع اللحظة وجود لا حقيقة له، شبيه بالعاصفة تسمع صوتها ولا ترى مصدرها.

وجود متخيل لا يتابعه الواقع في شيء، تنحدر جذوره من أفق وانفتاح فكره على وعي الأمكنة والأشياء.

يحلق الأفق في مواقع وأماكن لا يجرؤ العقل على الدخول إليها لأنها بمقاييسه لا تطابق الواقع ، الذي يعول عليه العقل كثيراً.

الانفعال واللحظات الانفعالية - لدي الكاتب - لا تتحدد بقوانين ولا ترتضخ لمسائل شائكة كالعقل ، ولا يعبأ بقوانين تملأها عليه الطبيعة.

عاطفة الأديب هي من يحدد اتجاهه أثناء النص وليس العقل. سوى ما تفرضه سطوة الواقع على فكره واتجاهه، في حين أن نصيب الأسد من حظ العاطفة في رسم مستقبل وحدود النص الأدبي.

لإنه يتشكل بانفعال الكاتب ويرسم حدود داخل إطار عقل ووجدان المتلقي.

 امراءة تجلس

في قارب صامته

الهدوء يلف النهر

بنمطية

ينجرف التيار

أعلى الصورة

بينما السكون

يغرق في اللوحة


خبايا النص

 

تتنفس الأسئلة داخل خبايا النص لتصل عالمنا بعالمه

النص يشعل فتيل المراهنة على الواقع، بتحريك الأشياء داخل المخيلة.

...

النصوص تحدث موجة غريبة من التفاعل ما بين أقطاب وأطراف العملية الإبداعية من نص وناص وقارئ.

تداخل الانفعال فيما بينهما أخرجت القارئ من دائرة المتفرج ليصبح جزء من النص.

 

القارئ الحقيقي يفطن لإشارات النص الخفية التي أقصاها الكاتب بإرادة منه أو رغم عنه وراء الكلمات والمعاني.

أمام الورقة

 

من كان يهذي

أنا أم أنت

أم الوقت المبعثر

أمام الورقة

...

القلق المتمرس

يتلون فوق

الرذاذ

المشتعل

...

ليست على ما يرام

الحياة عندما

تنزلق بداخلك

وعي الكتابة

 وعي الكتابة لايقتصر على النص، بل كاتب النص يحمل وعي باتجاه شئ ما.

له رقابة وسلطة على ذاته وروحه، ينكفي داخل دهاليز روحه ليتحرر ويتخلص من تسلط وتبعات اللحظة الشعورية التي تلاحقه.

 

لأني كنت أسكن

الروح

نزعت قميص الغفو

عن سطح ملامتي

...

 

الدهشة التي تخطف بصرك عند قراءة نص ما، هي الشعلة المتقدة داخل المقروء، الومضة السحرية التي انتابت شعورك عندما تفلتت أثناء  قراءة نص انغمست فيه وتركت له حرية التغلغل داخل روحك.

سمحت له بمكاشفة ذاتك والزج بأفكاره عبر مقتنياتك الثقافية. سلمت له مفاتيح ذاكرتك ليقود شعورك.

هذا النص الذي يبقى في حياتك بعد الانتهاء من القراءة.