من يشعل المساء

حنين داخل 

الأوردة؟

من يفتح الأبواب

المؤصدة

خلف الذاكرة؟

من يقتحم الغيم

ليفتق

أسرار المساء؟

وينزع القمح

من سنابل

الغياب

فترتعش الكلمات

وتهتز عروش

الأغصان




 

حقائب المسافرين

 تصطف العاصفة بجانب

الرياح.. لتقف في وجه

المدى الذي يحاول 

انتزاع اعترافات الكون

...

يدرك البحر أن الشاطئ

ينتظره .. يرقب تحركاته

لينجو من ثورته

...

ستنقضي الأيام 

ويغادر الجميع

بينما تظل حقائب المسافرين

تحمل الفجيعة


عندما تندرج ضمن قائمة كتاب

 لو دعاك أحد للحديث عن نفسك ، أو الكتابة عنها ، ستعجز عن ذلك ، وقد لا تستطيع اعطاء صورة واضحة عن نفسك يتوه مجالك ، ويتشتت خيالك .

بينما لو قرأت  كتاب ، تجد وصف دقيق لشخصيتك ومفاهيمك وأفكارك.

تجد بين سطور الكتاب أحلامك وأمالك ، وتوقعاتك ، تجد نفسك مرسوم بدقة من خلال صفحات بعض الكتب التي تقرأها.

أين تكمن المفارقة؟ في عدم تحديد نفسك والوصول إليها بسهولة بمفردك ، وبين أن تجد أحدهم يصفك داخل كتاب وهو لا يعلم عنك شيئاّ ، تجد كاتب في آخر أصقاع العالم ويكتب وكأنه يتحدث عنك ، بينما أنت بمفردك لم تستطيع الوصول إلى الجزء الأعمق منك ، من ذاتك وتفكيرك ، وخلال سير القراءة تعرفت على نفسك هناك أكثر .

ألهذا يتشابه البشر في قوة انجذابهم للنصوص لإنها تعبر عنهم بمقدار ما ألفوه من حياتهم ، وتصف شعورهم وتقرأ أفكارهم.

أنت لا تقرأ لتكتشف نفسك ، بل تجدها أمامك مباشرة موجودة داخل ما تقرأ، وكأن الكاتب يتحدث من  أعماقك.




ثمة كلمات

 

ثمة كلمات 

قادرة على

انتشالك

من الغرق

...

تلك الليلة

الموغلة في النسيان

تتغذى على شواطئ

الأحلام

....

الكلمات الضيقة

لا تجد لها

متسع

...

يختزل الوعي ما تبقى من

الشعور ليثير جنون

الكلمات


 


أىُّ جحيم لامس الشغاف

لتنثر الآهة وجعاً

ينبت فوق غصون الشتات

فتسقط ورقة من بقايا الحلم القديم

وتتوه دمعة على معطف الرحيل


القراءة واكتشاف الذات

 

تلهمك القراءة المعرفة داخل حدودها بأهمية الذات والتعرف عن كثب عن محتوياتها ومفاهيمها.


الإنسان بمفرده لايستطيع اكتشاف أكثر العوالم المجهولة عنه ومنها الذات.

التعاون المثمر الذي ينتج بفعل القراءة ، يكون السبيل الوحيد لمعرفة كيف تفكر؟ وكيف يعمل عقلك؟ ...الخ

وكثير من الأسئلة التي تدور داخل مخيلتك تجيب عنها القراءة.

يعيش الإنسان بمعزل  عن ذاته خارج القراءة، وتنظم إليه أفكاره وذاته مع القراءة ليتشاركا في خلق الإبداع ، ويستشعر المواطن التي تعزز شعوره وحدسه  وتثير بداخله نوازع وقيم ما كان ليتعرف عليها لو بقي محجوز داخل ذاته .

تنشئ القراءة لديك قوة الدافع وتحفيزك لاجتياز عتبات الحياة.

بما تمنحه لك من انفتاح غير مشروط على دروبها ومسالكها التي لا تفطن إليها في الغالب.

يتفتح ذهنك عليها وتستقر رؤيتك باتجاهها.




العوالم القصصية

 نتجول داخل العوالم القصصية للمتعة والفائدة، واكتشاف عوالم جديدة.

وصور خاصة يبثها القاص لنستمتع برؤيتها ونشاركه رسم معالم الوجود.

كل ذلك يحدث ونحن مهووسون بالبحث عن امتلاك زمام المبادرة أمام النص لنحرّك وجهة العدسة لالتقاط العبارات والمعاني التي أراد الكاتب ايصالها.

عندها لن نقف عاجزين عن التقاط المدهش والمثير الذي حرك الرغبة لاكتشاف المزيد من الروعة والجمال فيما حولنا.

أو أصابنا بالخيبة نتيجة صعقنا بكم وافر من المشاعر المتناثرة والاحاسيس المجروحة التي صفعت صمتنا تجاه الأشياء.

وعدم احتساب قيمة الأشياء داخل الوعي وتجاهلنا لكثير من مجريات الأحداث فيما حولنا.

فأهمية الأشياء في حياتنا تحدد حاجتنا إليه.

هذا ما يحدث عندما نقرر نسيان أو تناسي أو تجاهل ما نعتقد عدم أهميته.

فقد يمثل للآخرين ركيزة ودعامة من دعائم حياتهم.