تجارب قراءية

عدم إدراك وعي القارئ بعملية الكتابة ، يجعله يتقصى أثر مرور الكاتب داخل النص.

نعم الكاتب يمر داخل النص ، لكنه ليس صورة طبق الأصل عما كتب.

هناك عمليات فنية وتقنية تخضع لها النصوص، وعلى الكاتب الالتزام بها.


فوجوده داخل النص لا يبرر للقارئ تعمّد البحث والتقصي عنه.

بل يدرك أن النص منزوع من تجربة الناص ، ومفربك بقدر وعي الناص لذلك.


أن كلّ تجربة لها عدة زوايا وجوانب في الحياة، فالزواية التي يختارها الناص لاتكون بالضرورة الأقرب إلى عقله وروحه. 

بل قد تكون المنطقة الآمنة الأبعد من التجربة لكيلا تستثير رغبة القارئ في ملاحقته.


لا أبرر مسؤولية الكاتب عما يكتب ، إنما أرجو من القُراء الأخذ بالاعتبار بأن المبدع يُضِيف من روحه وعقله الشئ الكثير للنص.

ليظهر بصورته الحالية ، وقد استنفذ كلّ طاقات وامكانات المبدع الإبداعية.


فللمبدع حقاً على القارئ أن يتقبل وعية اتساع الأفق وامتداد شرايين الحياة داخل النص.

والأ يضّيق على الكاتب المساحة المتاحة داخل نصه.

وأخذ كتاباته كوثائق تعيق تقّدم الإبداع داخل عقل ومخيلة المبدع.

فحصار القارئ للكاتب يجعل الكاتب أكثر تزمتاً وتشتتاً أمام الإبداع .

ولايترك لخياله حرية الإنطلاق نحو أفق الحياة الواسع.


هايكو

 ثمة جبل

غارق

في عتمته


➖➖➖


عندما يهطل

المطر

ظل السماء

وحيداً


➖➖➖


النور والقمر

معتمان

بما يكفي

لتنام

حبة جوز


➖➖➖


قوارب الحظ

تصطاد الأمنيات



على مشارف العمر

 كلُّ تلك الكلمات

التي دُفِنت تحت رماد السنين

لم تعد صالحة للتداول

... 

لن تشعر بتلك الرحلة

الشاقة التي عبرت بها

جسر العمر

...

لم اختبر قدراتي

في إتمام صفقة

مع الأيام

...



الأيام التي تتكئ

على عكاز

عاجزة عن العبور

عبر منافذ الذاكرة

... 

يتسلل ضوء خافت

من بين شعاع الأيام

ليغسل درن اللحظات

... 

كانت هجمة مرتدة

من الأيام باتجاه

نافذة الحياة

... 


الذاكرة مليئة 

بالأحلام والأوهام

ظلت خارطتها فوق

جبين الأيام

... 

تتسع مساحة الأمل 

بداخلك لتبتلع

كل آمالك

... 

لاتبدد حياتك

في الوقت الضائع

للأيام

... 

الأحلام كأوراق

الشجر

ما يجف منها

سينكسر

... 

عندما ينتهي دور الأحلام

ستتوقف عن العمل











فضاء النص

 لكل إنسان طريقته في قراءة أحداث الحياة، ومن ثمَ فإن قراء النص الأدبي يختلفون في تحديد الوجهة التي ينطلقون من خلالها إلى النص.


هناك من يستوقفه الحدث والقضية والصراع داخل العمل الأدبي.

وآخر يبحث عن شخصية تاهت داخل النص ليتنفس من خلالها، ويوّثق ارتباطه من خلال اشتراكه معها نفس التجارب والخبرات.


والبعض يجد نفسه داخل المساحات الفارغة ، يملأ ذاته ويعبئ وجدانه من خواطر ونثرات النص.

ومنهم من يكتفي بملاحقة ارتفاع حدة الصدام بين المشاعر المتدفقة أو المتهالكة التي أزعجها انكشاف النص لها.


كتابات ابداعيه

الحياة تتسرب من

يدي

ظل الفجيعة وحده

يراقب المشهد

بصمت


*****

كانت تدندن

في خيمة

الواقع

حتى فارق

الخيال

ظله


*****

يتلاشى

ظل كل

الأشياء

وتغرق أنت

في المساحة



 

حكم

 النقطة الخطأ في الحياة أن تصر على المضي قدماً في طريق تعرف سلفاً خسارتك فيه.

~•~•~•

كل شخص يرى العالم من زاويته ومقاييسه الخاصة.

لا توجد صورة كاملة للأشياء داخل ذواتنا.

~•~•~

الحياة تهبك اللحظات والتجارب وأنت تحدد موقفك منها.

~•~•~

كلّ إنسان يعيش التجربة بطريقته الخاصة.

~•~•~

الحياة أوسع وأشمل من أن تعبأ في كبسولات وتقدم كجرعة.

~•~•~

تدهشك حقيقة الأشياء التي تغيب عن بالك.

~•~•~

نحكم على الأشياء من خلال ما نشعر به لاما نراه وما نسمعه.

~•~•~

قد ترسم مشاعرنا صور للوقائع تختلف عن الحقيقة التي يدركها الآخرون.


ظل

 قصة قصيرة

أحضر ورقة وقلماً ، وبدأ بتغيير أرصفة الشوارع؛ أعاد تركيب البنايات.
نقلها قطعة قطعة ، أعاد تشكيلها لتتناسب مع مقاس الورقة.
الشوارع المرصوفة أمامه  ظل يتأملها ، يثابر في طيها داخل جعبة الورقة.


لن يتمكن من نقلها الآن .. يحمل بين يديه رصيد كاف من الوقت ليعيد تأثيث المكان.
البنايات ، الشوارع المهجورة ، الأزقة ، كل ما من شأنه أن تفوح منه رائحة المكان.


والزمن ؟ لم ينسه بالطبع ، تأمل عقارب الساعة بجانبه، الحادية عشر مساءاً .
سيطوي في إحدى جيوبه عقاربها، ويعيد تشييدها  من جديد.


أمتلك فرص عدة لمنح الوقت آخر أنفاسه. 
يدور كمن يلاحق حصان سريع ، يلهث فوق الورقة يمسك بما تبقى من أخيلة تدور رحاها داخل عقله


أمسك مقبض روحه ، وراح يوزع نفسه على المكان.
بدأت الأحداث كخيوط متشابكة . قال لنفسه: سأعيد تركيبها  وتفكيكها من جديد، انغمس في عقله مرة آخرى.


نظر إلى ساعته المطوية داخل الوقت ، ما يزال هناك متسع ليراجع ذاكرته، ويفتش في زواياها عن محفظة تركها سهواً، سقطت من فجوة الزمن.


يرتب حصصه مع نفسه ، تبدي حركة يديه في الهواء صور لأشكال متعددة يتبناها عقله.


يرمم جدار مازال ينهار بداخله ، يكافح في صقل روحه، والتماعتها بين أضواء النجوم المتساقطة على ورقته.


من وراء النافذة يشاهد كل ما يجرى خلفها ، يلاحقه بوعيه المغموس في رقعة ضوء، تنبعث خافته من عمود إنارة يضئ بصمت.


يوحي إليه المكان بشيء ما ، أثقل كاهله تذكره ، عليه جلب وعيه معه في المرة القادمة، يشاهد صور أكثر تتساقط منه ، أمام ذاكرته المفتوحة، التي نسي أن يقفل بابها ذات مساء.


راحت تزعجه برنين السيارات ، وهمهمة صوت المطر 
إنها تغسل روحه ، تملأ الندوب التي تركت بداخله
يوم أن تصارع مع الزمن في لحظة طيش وغضب .
ترك قلمه يمحو كل أثر لمرور الوقت.


اندس بين أصابعه، راح يمزق آهاته فوق قوالب الأسمنت الجاهزة ليبني فوق الورقة.