ما أقسى
اللحظات ترمي
بعبئها
الثقيل.. وتمضي
معايشة الناص للنص وتفاعله معه، يتخطى حدود الزمان والمكان يصل بأفق الكتابة إلى أجيال متعددة ، وأزمنة متعاقبة.
يظل النص حي وحركي لايموت بموت كاتبه، فمهمته البقاء والمحافظة على وجوده بعد أن خرج من ذاتية الكاتب ، استقل بذاته وامتلك الكثير من العلائق والوشائج التي يرتبط بها مع المتلقي ليبقى عالقاً في وجدان الأجيال.
،،،
فالادراك لايميز بمفرده فرادة اللحظة ، وقوة سطوتها داخل الكلمة.
بمحض ارادتها الكلمة تسلب اتجاهنا وتصوراتنا، لتغير مكامن في نظرتنا وسلوكنا.
نتغير تبعاً للتغيرات التي تطرأ على أفكارنا بالتجاذب مع أفكار الآخرين.
،،،،،
المعنى الباطن للنص لايفقهه إلا خبير باللغة، متمرس بمعانيها.
على قدر ووعي بالعالم وإشارات الكون.
،،،،،،
الترميز الشعوري يلجأ إلى حيل الأستبطان الداخلي ، ليمتص غضب اللحظة الشعورية.
فيأسر الإبداع خلاياه داخل اللغة، فيمتد جذور التواصل مع العالم.
النص تصوير حالة شعورية انفعالية، تفجرت شظاياها على شكل أحداث ، وشخصيات ، وأفكار.
➖➖➖➖
للنص كيان مستقل يدافع عن وجوده، في ظل خروجه من حيز الذات إلى حيز الوجود.
➖➖➖➖
للنص مجال واسع للخوض في تفاصيل كثيرة متشعبة، قد يعجز الذهن عن ملاحقتها ، ويكتفي بإشارة خاطفة التقطها، تضئ ساحة وجدانه وروحه، ويشع نورها داخل فكره.
تجثو الحياة على ركبتيها عند باب الغار.
ليصعد التاريخ على عتباتها، ويحمل على كاهله عبء طالما ارادت البشرية أن تتخلص منه، وتتحرر من أسره.
كان التاريخ يمعن في بسط نفوذه، وقوة هيمنته على مسار الأحداث.
لكن وميض ساعة القدر أعلن وبلاشك ميلاد لحظة تاريخية، خرجت من رحم الغار غيرت مسار الحياة.
أعادت التوازن المفقود للكون الضالع في مهمة الضياع، واتجهت بالبشرية نحو الخلاص، وانعتاقها من فوضى الوثنية.
التي قادتها إليها إيادي بشريه بصنع أحجار، وأخشاب لاتنطق ولا تسمع ، ولاتستجيب لتكون ألهة ، تعبد ويقدم لها القرابين.
وربما تصنع من بقايا الطعام ثم تؤكل عند الجوع.
كانت كل تلك الفوضى التاريخية العارمة تجتاح العالم، ولم يبقى إلا القلة القليلة من الثابتين على دين الخليل عليه السلام، على صفاء المعتقد والإيمان بآله واحد يدير الكون.
لكن الفطرة السليمة تلتمس مواضع الجمال والخير في الحياة، فتسلك طريق الإستقامة ونبل الأخلاق، وتبتعد عن الرذائل في القول والفعل ، وكل مايعجل بإنحدار النفس من ملذات وشهوات.