ما زلت أعتبر نفسي عاجزة عن فهم كثير من الأفكار التي نراها تتبدل وتتغير من حولنا كل يوم
الفكرة خيط يربطك بالحياة ، قد يكون خيط هش أو متين يعتمد ذلك على حاسة الحدس والفهم لديك .
فأنت لا تستطيع أعارة غيرك مفاهيمك ولا أن تستعير مفاهيم الآخرين إلا بقدر ما تراه يناسبك..
هذه المهارة لا تتطلب كثير من العمليات العقلية لكنها تنقصك في أحايين كثيرة، قد يجانبك الصواب في تكوين رؤية سليمة تجاه كثير من الأشياء والمواقف . فلا تستسهل ردود أفعالك تجاه أحداث ما قد يبني عقلك عليها ثم يتضح لك عدم صحتها.
وقد تؤسس للآخرين قواعد ذهنية من الصعب محوها من عقولهم فتستند عليها نظريات حياتهم .
عندما يتألم الكاتب
قد يثور .. يهدأ .. لا يبالي .. و... حتى تصل الخمسين وربما المائة ، وفي أحسن الأحوال يمسك بقلمه ويكتب.
لا يوجد أمامه وسيلة للتعبير عن غضبه ، وألمه واحتجاجه سوى أن يكتب ، حتى وأن رفض لمئات المرات.
المرة الأولى ليست عذر ليترك قلمه ويتنحى جانباً .
قد يرّفَض لأسباب عدة ، ليس من شأنه التباحث حولها.
يتألم بصمت أحياناً ، يقسو على نفسه كثيراً ويشفق آخرى .
عليه أن يستشف مصادر قلقه ويستقرئ مكامن وجعه ويخيط ثياب الحقيقة التي تهالكت ويلم شتات حياته وفكره.
يصف بدقة مكامن الألم الذي تتضوع منها النفس الإنسانية .
الكتابة لم تكن في يوم من الأيام فائض عن الحاجة ، أو مجرد رغبة في التعبير عن الذات والحياة ، أو ترف معرفي ونزق خيالي ، بل للنص سلطته على الشعور والنفس ، بما يملك من إرادة تمكنه من ضبط نوازع السلوك وهيمنته على الوعي ، وتقويم اعوجاج النفس ، واثراء الجانب المعرفي والوجداني ، والوصول إلى أبعد نقطة يصل إليها الشعور في قرارة النفس البشرية، واثراء التجارب الإنسانية وحض الذهن والعقل على مجابهة الحياة والسير عبر متاهات النفس فقد تكشف له كثير من حقائقها، ويتعرف على أدوار وأشكال في الحياة لم تدر بخلده، ويعيش تجارب متعددة وهو ساكن و قابع في مكانه يقرأ في كتاب .
مع كتاب
كانت وتيرة الخوف ترتفع كلما قل عدد الأسطر التي تقرأها كي توصلك للخاتمة ، أصبحت أرى السطور طريق سريع لانهاية له ، والسرعة العالية تحجب عنك رؤية تفاصيل ذلك الطريق ، هذا ما تشعر به عند انغماسك داخل كتاب شد انتباهك واثار حفيظتك لمتابعة المزيد، تتمنى الوصول الى النهاية بأسرع ما يمكن تخشى من عواقب انفلات الأمور من بين يديك وإن يرغمك الكاتب على اكتشاف النهاية بنفسك ، هذ ما لا أريده في تقصي حدث أقرأ عنه ، يرتكب الكاتب خطأ جسيم عندما يعلّق أمل القارئ فوق منصة الانتظار ليجعله أسير التوقع.
يتركك مع سيل أفكارك لتجرفك حيث لا تستطيع ادراك الكيفية التي يستند عليها موضوعه . وأنت تريد النتيجة التي توصلك بر الأمان وتشفي عقلك من مغبة الانتظار.
نص مفتوح ٢
تتكسر ألواح الإنتظار
على أمواج السكون
فمتى يهّب نسيمك ؟
لنغرف الفرح من أوعية
الصمت الملأ بالثقوب
وساكن الجوف
لا يحرق المناديل
المنتشية بعطر اللحظة
قاوم اندفاع الباب
باتجاه الريح
فربما تصمت العصافير
وقت السحر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)