عندما يتألم الكاتب

 قد يثور .. يهدأ .. لا يبالي .. و...  حتى تصل الخمسين وربما المائة ، وفي أحسن الأحوال يمسك بقلمه ويكتب.


لا يوجد أمامه وسيلة للتعبير عن غضبه ، وألمه واحتجاجه سوى أن يكتب ، حتى وأن رفض لمئات المرات.


المرة الأولى ليست عذر ليترك قلمه ويتنحى جانباً .

قد يرّفَض لأسباب عدة ، ليس من شأنه التباحث حولها.

يتألم بصمت أحياناً ، يقسو على نفسه كثيراً ويشفق آخرى .


عليه أن يستشف مصادر قلقه ويستقرئ مكامن وجعه  ويخيط ثياب الحقيقة التي تهالكت ويلم شتات حياته وفكره.

يصف بدقة مكامن الألم الذي تتضوع منها النفس الإنسانية .


الكتابة لم تكن في يوم من الأيام فائض عن الحاجة ، أو مجرد رغبة في التعبير عن الذات والحياة ، أو ترف معرفي ونزق خيالي ، بل للنص سلطته على  الشعور والنفس ، بما  يملك من إرادة تمكنه من ضبط نوازع السلوك وهيمنته على الوعي ، وتقويم اعوجاج النفس ، واثراء الجانب المعرفي والوجداني ، والوصول إلى أبعد نقطة يصل إليها الشعور في قرارة النفس البشرية، واثراء التجارب الإنسانية  وحض الذهن والعقل على مجابهة الحياة والسير عبر متاهات النفس فقد تكشف له كثير من حقائقها، ويتعرف على أدوار وأشكال في الحياة لم تدر بخلده، ويعيش تجارب متعددة وهو ساكن و قابع في مكانه يقرأ في كتاب .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق