طبيعة العلاقة بين النص والناص

 


 عندما ينتهي الكاتب من كتابة نصه؛ يصبح النص غريب عنه، فهو مثل القارئ يجهل أبعاد وأعماق النص، ولايعي درجة امتثال النص له.


للنص كيان وحيز يتصل بالناص وقت الكتابة ثم ينفصل عنه، ويصبح له شخصيته المستقلة التي تفرض وجودها على الناص والقارئ معاً.

القارئ يريد معرفة الحدود التي يضع الناص نفسه بداخلها أثناء الكتابة ويرغب في معرفة تفاصيل العملية الكتابية، لديه تساؤلات عديدة حول النص من خلال الناص.


وذلك لا يمكن للناص معرفته والتكهن بما فيه.

بعض أسئلة القرّاء لمعرفة أدق تفاصيل العمل الأدبي  لا تعني الناص بقدر ما يعنيه الجهد المبذول في سبيل إتمام عملية إنشاء وبناء النص.

و لا يملك حلول لتلك الأسئلة التي  تدور حول طريقة انشاؤه للنص، أو تحديد نوعية العلاقة التي نشأت بينه وبين النص ، فهي أشبه بعلاقة عابرة ، أقتص الناص تلك اللحظة ووثقها .

بأن جمدها وايقظها داخل إحساس وشعور القارئ. الناص  يشتغل على ذات النص بعيداً عن السبب الذي دفع بالنص للظهور والمثول أمامه.

  

نص مفتوح

 الروح تشع بالألم

والوجع يحتضن

العالم

والبوح يجرّد سيفه

ليقتص أحلامه

من جذوع النخل

وطفلة النهر

تشرب من دمعها

ماءاً

تسقي ظلال التل

بعد أن جف حلق

النبع

ورواية لم تنتهي 

عن قتلى

يملأون الأسى


نماذج من القرّاء

 تقرأ نماذج من كتابات محبي القراءة والّشغُوفِين بها، لتجد بوناً  شاسعاً بين قراءتهم  وكتاباتهم التي  لا تتماشى مع حجم الفضاء الذي نشأت فيه أفكارهم ، ونظرتهم  السطحية تجاه الأحداث والمواقف، لا أقول البعض أو معظمهم بل فئة منهم.


يبدو أن القراءة تبدد نشاطهم الذهني وتجعل من القارئ أسير نظرة الكتّاب الذين يقرأ لهم، فلا تجد العمق الذي ترنو إليه ولا الدهشة التي تجذبك نحو النص.


من الواضح أن هناك حالة موازنة يعيشها القارئ والكاتب معاً باتجاه النصوص. فالقارئ قد تخذله أدواته المعرفية لاستنباط مسار وغايات النص.


والكاتب لا يعي مقدار وحجم الهوة التي خلفّتها كتاباته في ذهن المتلقي.


فكاتب النصوص هو قارئ بالأساس ، لكن قراءته تحكُمها توجهات ورغبات يُمليها على النص ليصل إلى مسعاه في اختراق قوالب المعني ، بينما يبقى عقل القارئ مشدوداً نحو النص، لا يرى المسار الذي يقف عليه الكاتب في بناء النص .


الكلمات

 الكلمات

لا تتسع لكل هذا المد

 الشعوري

الذي تضطرب أمواجه

على أوتار القصيدة


،،،،


وقفت على حافة 

الاحساس كي لا أجرح 

رموش الليل


،،،،


إلى شعلة أفقدتني

صوابها


 إن عقلك وتفكيرك لايكون طوع أمرك أبداً.


...

العالم يتفتت في روحي.


...


تستمع للحقائق وهي تتهشم بداخلك.


..

كيف تضعف ذاكرتنا وننهزم في معركة الحياة.

..


عندما تطرق الحكمة بابك يندلق معها أسى

 اللحظات.