خبايا النص

 

تتنفس الأسئلة داخل خبايا النص لتصل عالمنا بعالمه

النص يشعل فتيل المراهنة على الواقع، بتحريك الأشياء داخل المخيلة.

...

النصوص تحدث موجة غريبة من التفاعل ما بين أقطاب وأطراف العملية الإبداعية من نص وناص وقارئ.

تداخل الانفعال فيما بينهما أخرجت القارئ من دائرة المتفرج ليصبح جزء من النص.

 

القارئ الحقيقي يفطن لإشارات النص الخفية التي أقصاها الكاتب بإرادة منه أو رغم عنه وراء الكلمات والمعاني.

أمام الورقة

 

من كان يهذي

أنا أم أنت

أم الوقت المبعثر

أمام الورقة

...

القلق المتمرس

يتلون فوق

الرذاذ

المشتعل

...

ليست على ما يرام

الحياة عندما

تنزلق بداخلك

وعي الكتابة

 وعي الكتابة لايقتصر على النص، بل كاتب النص يحمل وعي باتجاه شئ ما.

له رقابة وسلطة على ذاته وروحه، ينكفي داخل دهاليز روحه ليتحرر ويتخلص من تسلط وتبعات اللحظة الشعورية التي تلاحقه.

 

لأني كنت أسكن

الروح

نزعت قميص الغفو

عن سطح ملامتي

...

 

الدهشة التي تخطف بصرك عند قراءة نص ما، هي الشعلة المتقدة داخل المقروء، الومضة السحرية التي انتابت شعورك عندما تفلتت أثناء  قراءة نص انغمست فيه وتركت له حرية التغلغل داخل روحك.

سمحت له بمكاشفة ذاتك والزج بأفكاره عبر مقتنياتك الثقافية. سلمت له مفاتيح ذاكرتك ليقود شعورك.

هذا النص الذي يبقى في حياتك بعد الانتهاء من القراءة.

 

كم قفلاً يلزمك

لتسد وقع خطواتك

على جدار الزمن؟

الخوف من القراءة

 
بدأتُ حياتي كقارئة جذبني إليها حبُّ الاطلاع 
 استمرت  تلك الهواية مع الأيام والسنين رغم مقاطعتي  للقراءة في أحايين كثيرة ، كلما نفد مخزون القراءة عدت إليها من جديد ، وهكذا توالت علىّ السنين مع الكتب .

 
عند اشتداد عود الإنسان في القراءة يصبح من العسير عليه قراءة كل ما يجده بين يديه بل يتريث ويتردد قبل أن يُقْدم على القراءة ، فقراءة كل شيء لا تناسب المرحلة التي وصل إليها في القراءة.
 
 تبدأ عمليه اختيار صعبة للمقروء فذائقتك  وميولك القرائية لم تعد كالسابق تقرأ كل ما تقع عليه عيناك بل أصبحت ذاكرتك انتقائية لما يعرض عليها من أفكار ورؤى ، تشعر بأنه من الصعب تقبّل فكرة ما  لمجرد أِنها قيلت وانتشرت وأنت تراها عكس ذلك
 الميول القرائية تضعك في حيز معين من المعرفة  تتقبل وجهات النظر لكنك لا تريد أن تغامر بمعرفة لا تدرك مداها وأثرها في نسق حياتك .
 
لا اصعّب الأمر على القرّاء ، بل الذائقة القرائية  تصبح أكثر انتقائية للمقروء. تحاول أن تجعل نفسك على سجيتها في القراءة فيحال بينك وبين القراءة سدود سابقة  اقامتها قراءتك وأفكارك التي لم تعد تستجيب لأفكار لا تناسبك ، لا أبالغ إن قلت أن الخوف من القراءة يتردد عليك كثيراً،  تقرأ بنبرة داخليه مترددة ومتشككة حول ما تقرأه، هل ما تقرأه قادر على اعادة تشكيل أفكارك من جديد؟ تخاف من أن تهدم القراءة ما امضيت سنوات في بنائه،  أن تتكسر حواجز بداخلك،   أن تصبح   الأفكار بداخلك متضاربة أن تفقد الأشياء  قيمتها أن ينطفئ نور أن تتبدد مشاعر تحصل عليها من قراءة استثنائية ، تريد أن تمضي بسلام مع قراءة لا تشتتك ، لا تثير عجاجاً يغبّر رؤيتك تريد أن تمسك زمام الأمور بيديك ولا تترك للقراءة مجال أن تتلاعب بك .